ابراهيم الصياد يكتب… “حتى لا نعود للمربع صفر!!…”

كانت كلمة الشعب هي العليا وسقطت شرعية الجاهلية وانتصرت شرعية ثورة ال30 من يونية في وقت نحتفل فيه بمرور 3 سنوات على قيام ثورة ال 25 من يناير وبعد اقرار الدستور نقول إن الأصعب مازال قادما وهو قرار من سيترشح للرئاسة ؟
هناك من يرى أن الوقت غير مناسب لكي يترشح الفريق أول عبد الفتاح السيسي لان الظرف حرجا وهناك العديد من المشكلات الصعبة سوف تواجة رئيس مصر القادم الأمر الذي يعد مغامرة غير محسوبة وغير مأمونة العواقب وبالتالي ترشحة يعد من قبيل المجازفة ويؤكد أصحاب هذا الرأي أن مصر لا تحتمل أن تخوض تجربة فاشلة ولابد أن يحافظ السيسي على الحب الجارف والشعبية الكبيرة التي لم نرى مثيلا لها منذ وفاة الرئيس جمال عبد الناصر وبالتالي إخفاق الفريق السيسي في العبور بمصر من أزماتها سيغير مشاعر الجماهير تجاهه خاصة أن مشاعر المصريين متطرفة في الحب والكراهية ومن الأفضل للفريق السيسي أن يكون على رأس القوات المسلحة خلال المرحلة القادمة بإعتبار أن المؤسسة العسكرية هي حامية الدستور ودرع الوطن الذي تحاك ضدة المؤمرات في الداخل والخارج .
ورغم منطقية هذا الرآي إلا أنه لايقدم لنا البدائل التي نختار من بينها خاصة أننا في مفترق طرق وطبيعي اذا لم يترشح السيسي للرئاسة سيكون الإختيار ممن يقفون على المسرح السياسي رغم أن كثيرين منهم قد إنتهت مدة صلاحيته أو لايحظى بشعبية جماهيرية أو فقد بريقه خلال السنوات الثلاث الأخيرة وليس متوقعا أن يظهر مرشح غير مدرج في قائمة الساسة بشكل يفاجئ الجميع ويقلب الحسابات التي تجرى على مدار الساعة بشكل غير معلن ترقبا لقرار الفريق اول عبد الفتاح السيسي الذي ربط معظمهم نزولهم انتخابات الرئاسة بعدم ترشح السيسي .
اذا سلمنا ان السيسي لن يترشح فهل في مقدور اي من الموجودين المترقبين أن يقود البلاد الى بر الأمان ؟ لا أعتقد خاصة اذا اصبح هذا الرئيس مجرد واجهة فقط و كان القرار بأيدي غيره ايا كان هذ الغير فاننا نعود الى نفس اسلوب النظام المعزول واحتمالات الفشل ستظل وارده وكأننا لا نستفيد من دروس سابقه الأمر الذي سيؤدي الى العودة بنا للمربع صفر .
في هذا الظرف التاريخي تحتاج مصر لزعامة حقيقية تستمد قوتها من شرعية الجماهير وتستطيع اتخاذ قرارات حاسمة لقيام دولة المؤسسات والقانون ويحقق التوازن بين السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية ولا يهم في هذه الحالة ان يكون مدنيا او عسكريا وفي كل الاحوال الرئيس القادم لابد أن يكون مدنيا حتى ولو كان ذا خلفية عسكرية وفي ظل الدستور الجديد تقع على عاتق الحكومة مسؤوليات جسام ومن هنا لابد ان تكون شخصية رئيس الوزراء من القوة والحزم والحسم بحيث تتكامل مع شخصية الرئيس الذي هو في الوقت نفسه القائد الاعلى للقوات المسلحة .
إذن إن ترشح عبد الفتاح السيسي للرئاسة هو الإفتراض الأكثر اقترابا من الواقع لان الإنسان موقف ولاتظهر قدراته إلا في وقت الأزمات فما بالكم بالزعماء .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *