أخبار عاجلة

في البرلس صناعة نجت من غزو الصين “قفص” و”قفة”.. و”بلح الزعيم”

علي امتداد التاريخ الوطني المصري كان لإقليم البرلس ومواطنيه تاريخ في حركة النضال تجلت صورته في معركة البرلس البحرية عام1956
والتي استشهد فيها البطل السوري الضابط البحري جول جمال وربما كان البلح البرلسي من اضاءات هذه الوطنية عندما أسماه اهل الاقليم باسم اثنين من زعماء النضال الوطني الزغلول نسبة إلي سعد باشا ومنه انتشر في كل مصر, وعرابي الذي لم ينتشر إلا علي نوع من بلح البرلس لأنه لايوجد نخيله إلا في هذه المنطقة وهو من اجود أنواع البلح واطيبه وتمثل نسبته50% من عدد النخيل فيها الذي يصل إلي مليون نخلة ومنه الزغلول والسمان والحياني الأنواع الباقية وعلي الجريد المستخرج منه والسعف نشأت صناعة الجريد مقاعد وأسرة وطاولات وأقفاص والقفف والغلقان والمقاطف وهي من الصناعات اليدوية التي عرفتها مصر وإن تراجعت كثيرا وتسرب منها صانعوها لصعوبتها والوقت الطويل الذي يستغرقه العمل فيها وقلة الدخل منها.

حتي لم يبق يعمل كقفاصين اكثر من150 قفاصا في بلطيم وقراها ومثلهم من صناع القفف والغلقان والمقاطف في سوق التلات والخشوي والبكرية والبنايين.
اما صناعة المقاطف والقفف فقد تراجع عدد صانعيها أيضا حتي لم يعد يتجاوز المائة وأهم القري التي تعمل فيها هي سوق التلات والخشوعي.. قد كانت الأخيرة من المصدر الأول لهذه المصنوعات حتي عام1990, يقول عبدالسلام أبو اليزيد رفاعي80 سنة ورثت هذه الصاعة عن الأجداد الذين دفعهم الفقر وعدم امتلاك أراضي زراعية إلي العمل فيها. حاليا لايعمل فيها سوي15 فردا عادة من كبار السن لأن الشباب لايطيقون صبرا عليها وعلي طول ساعات العمل فيها, فالغلق الصغير تستغرق صناعته ثلاث ساعات أو أكثر بمعني ان اليوم كاملا لاتنجز فيه سوي ثلاثة غلقان ويباع بنصف كيلة أرز والقفة الكبيرة بكيلة ارز شعير أو كيله غلة, ونبيعها في سيدي سالم مدينة تتبع كفر الشيخ وتقع علي الجانب الجنوبي الغربي لبحيرة البرلس هذا ما اعتدنا عليه من زمان بعيد لانها بلاد تزرع الارز الذي كنا نفتقده في بلادنا هذه لأن تربتنا تربة رملية لاتحتفظ بالماء لذلك لاتصلح للأرز ولانها كانت اقرب البلاد الينا, نسافر إليها في البحيرة بالمراكب لمدة6 ساعات.. وقتها قبل50 عاما كنت ادفع نصف فرنك يقصد قرش صاغ واحد لي ومثلهم ثمن الشيلة التي احملها معي مع القفف والمقاطف. التي نصنعها من خوص النخيل النظيف الأبيض ولايشترط عمره ولكن يشترط بياضه وألا يكون قد تحول إلي اللون الأسمر أو الاحمر بفعل الشمس وكل غلق يستهلك500 خوصة تضفر في شريط عرضه8 سم بطول7 بيوع و ابواع الباع متر ونصف تلف بعد ان تخاط في بعضها, وتستهلك القفه10 ابياع, اما الصغيرة وهي التي تلف بها حواف الغلق أو القفة فباع واحد. يقول صرنا نستخدم قماش النايلون المستورد لصناعة هذا الداير منذ عامين فقط قبلها كنا نصنعه من ليف النخيل.

ويستخرج الخوص من الجريد الذي يتم قطعه من النخيل ويخرط الخوص ثم ينشر في الشمس نهارا كاملا وبعد ذلك يتم تقسيم الخوصة نصفين وتبل بوضعها في المياه لدقيقة ثم نبدأ في تضفيره.

ويقول أشرف الطبجي عرابي يحمر بلحه في شهر ديسمبر متأخرا عن طرح نخيل مصر كلها ثلاثة أشهر ويمثل نصف النخيل في البرلس, اما السماني فتزيد نسبته علي10% ومثله الزغلول وتزيد نسبة البلح الحياني إلي20% ويتميز بطول بلحه ولونه الأحمر والرطب منه هو الأسمر ويسمي الجنيان والجريد المستخرج منه هو الأمتن والأقوي مما يؤهله للاستخدام في صناعة أقفاص الفاكهة والخضرة والأسرة التي يستخدمها فلاحون البرلس للنوم عليها في أخصاص الحقول وعشش الرمال والمقاعد والطاولات في المصيف ويستخدم الخوص المنزوع من الجريد في عمل المقاطف والقفف والغلقان التي يتميز خوص نخل بنات عيشة الذي يمثل5% من النخل.. وتتفوق بلطيم وقراها في هذه الصناعات علي مثيلاتها من مدن النخيل في مصر مثل رشيد ودمياط وجمصة والصعيد. يقول احد القفاصين: القفص المصنوع من جريد النخل في رشيد خفيف عوده رفيع لاستخدام ماسورة التنحيف الرفيعة, وتعتبر الماسورة المصنوعة من الحديد المجوف بطول ارتفاع القفص آحدي ادوات هذه الصناعة, يدخل فيها العود لتحديد سمكه ومساواة جوانبها أما المربع, العود الأعلي أو درابزين القفص فتم تخريمه30 خرما تدخل فيها العيدان30 عود وتثبت ايضا في مربع ممثل اسفل القفص ليضع احد اركان القفص الاربعة, ولابد ان يكون سمك المربع3 سم وعرضه2 سم وطوله78 سم وعرضه50 بارتفاع43 سم, وليتكون قفص الفاكهة الكبير, وبنفس الطريقة يصنع القفاصون ـ كما يقول لطفي جلو العديات الصغيرة التي تحمل الطماطم.

وعن خطوات هذه الصناعة يقول لطفي جلو: يتم تنظيف الجريد بعد نزعه من النخل ونشره في الشمس حتي يجف ويتبدل لونه من الأخضر إلي الأحمر ثم يتم تقطيعه إلي اعواد ويقشر بعدها وينقر بمسار مخصوص ويتم تخريم الاعواد وتركيبها لصناعة الهيكل الأولي للقفص.. ولم تتغير هذه الطريقة منذ أن عرفها أصحابها ولم تتم ميكنتها حتي الآن! وتصنع من الجريد الابواب والمناضد والمقاعد والأسرة وتختلف مقاسات الأسرة بحسب اطوال الزبائن2 متر, ومتر ونصف متر للأطفال حتي14 سنة والسرير يستهلك120 جريدة من بلح الحياني أو بنات عيشة, اما جريد البلح الزغلول فلا يستخدم إلا في الاقفاص والعديات الصغيرة ولهشاشته لايصلح للمقاعد أو الاسرة اما استخدام هذه المنتجات كما يقول المهندس رضا عميرة فتستخدم في نقل الخضر والفاكهة والطماطم ويضيف مؤكدا عدم قدرة الصين علي انتاج أجهزة لصناعة هذه الأقفاص لطمأنة القفاصين الذين يبلغ تعدادهم مايقرب من1000 صانع ماهر لهذه الحرفة..

وعن الوقت الذي يستخدمه القفاص في عمل المقعد يقول:5 ساعات مثلا والمنضدة نفس الوقت.
اما السرير فيستغرق وقت صناعته يوما كاملا اما القفص فيأخذ ساعتين ونصف والعداية الصغيرة ساعة فقط, اما أسعار بيع هذه المنتجات فالقفص من13 إلي15 جنيها اما السرير فسعره100 جنيه وسعر المقعد40 جنيها مثل المنضدة هذا في الصيف اما سعر الشتاء فيقل10 جنيهات لآن سعر الجريد نفسه يختلف من الصيف الذي يرتفع سعر الجريد نفسه يختلف من الصيف الذي يرتفع سعر الـ100 جريدة إلي ما بين70 و90 جنيها عن الشتاء الذي يصل فيه عدد لفة الجريد الـ100 إلي سعر يتراوح ما بين30 و40 جنيها لقلة حركة البيع عن فصل الشتاء.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *