أخبار عاجلة

يبقى أنت أكيد فى مصر!!

 
 
لم يتوقف طموحها على الحصول على بكالوريوس الإقتصاد والعلوم السياسية بل أصرت على استكمال دراستها إيمانا منها بأن العلم هو الوسيلة الوحيدة لإرتقاء الشعوب وأملا فى الوصول لمركز مرموق لها فى الحياة. حصلت على الماجيستير ثم الدكتوراه بامتياز مع مرتبة الشرف فكان هذا شعورا رائعا لم يعد الأمل حلما بل أصبح واقعا ملموسا ستطرق من خلاله الأبواب المغلقة لينفتح لها العديد من مجالات العمل التى أصبحت الآن كفؤا لها . حلقت فى سماء أفكارها لترى نفسها يوما سفيرة أو وزيرة أو على أقل القليل دكتورة بالجامعة.
لكنها ما كادت تفيق حتى اصطدمت بالواقع الأليم الذى لايعترف بأمثالها من حملة الماجيستير والدكتوراة ما داموا لايحملون أهم شهادة “الواسطة “الذى تميزت بها مصر عن باقى البلدان! فتم تعيين من هم أقل منها فى الجامعات ووزارة الخارجية لمجرد حصولهم عليها .
فما كان منها إلا أن حملت شهادتها ولملمت ما تبقى من أحلامها واتكأت على ما تركته لها الصدمة من عزيمة وجعلت تبحث عن عمل فى أي مكان آخر بعيدا عن الحكومة عسى أن يكون لها تلك المرة الأولوية.
وأخيرا وبعد جهد شاق وجدت عملا إداريا بإحدى الشركات بمرتب ضئيل لايكاد يكفيها  واستسلمت لذلك ورضيت به على مضاضة لكن ما باليد حيلة!
ولفت انتباهها وجود موظف حاصل على دبلوم لايملك أي قدرات ومع ذلك يحصل على أضعاف أضعاف مرتبها فتساءلت مندهشة :كيف هذا يحدث؟!فجاءت الإجابة كالصاعقة :”إنه أخو المدير العام” إنها الواسطة تلاحقها فى كل مكان
 تسربت روح اليأس لقلبها وانطفأ بداخلها نور الأمل التى طالما عاشت عليه عندما كانت ترسم المستقبل الذى لم تحقق منه شيئا.
 وأدركت أنها برغم كل ما حصلت عليه من شهادات علمية لن تجد لها مكانا داخل مجتمع لايعترف بالقدرات ولا يهتم بالكفاءات ولايعرف سوى الغش والخداع .
هل ارتكبت خطأ يوم تفوقت وحصلت على الدكتوراه ؟!كان لا بد لها أن تحمل معها شهادة المحسوبية!
ولا تقل لى هذا ضد اللوائح والقانون فنحن فى بلد لا يعترف بهما . ما دام قانونك هو المحسوبية وشعارك الواسطة فأنت أكيد فى مصر!!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *