الفلسطينيون في سوريا.. محنة تتفاقم

رغم أن الفلسطينيين حاولوا أن يجنبوا مخيماتهم في سوريا تداعيات الصراع المحتدم في البلاد منذ 4 سنوات، إلا أن نيران القتال الذي لا يتوقف قد طالتها بالفعل، وأُجبرت الفلسطينيين على السعي إلى نزوح جديد.
وربما كانت أوضاع اللاجئين الفلسطينيين أكثر صعوبة من جهة إمكانية استقبال الدول الأخرى لهم، خاصة أنهم لا يمتلكون الجنسية السورية.
ودعا الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأمم المتحدة مرارا للضغط على إسرائيل للسماح بدخول اللاجئين الفلسطينيين في سوريا إلى الضفة والقطاع، لكن الرد الإسرائيلي جاء بالرفض.
فقد قال رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو، الأحد الماضي، ردا على دعوة عباس” إن إسرائيل ترفض أن يتم إغراقها باللاجئين”، وأمر ببناء جدار على الحدود مع الأردن لمنع أي لاجئين من الدخول إلى إسرائيل.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير لها إن محنة اللاجئين الفلسطينيين باتت خطيرة بشكل متزايد، بسبب الحدود المغلقة والإعادة القسرية من دول الجوار.
وتابعت” نتلقى تقارير بشكل متزايد من اللاجئين الفلسطينيين من سوريا تفيد بصعوبة البحث عن ملجأ في بلدان المنطقة بما فيها الأردن ولبنان وتركيا ومصر وأوروبا، الأمر الذي يفرض على الفلسطينيين محاولة الهرب عبر قوارب الموت”.
وأشارت إلى أن بعض دول الجوار أعادت قسرا لاجئين فلسطينيين إلى سوريا.
وتشير أرقام منظمة التحرير الفلسطينية إلى أن أكثر من 150 ألف لاجئ فلسطيني نزحوا من سوريا منذ بداية الصراع، من أصل 650 ألفا كانوا يقيمون في سوريا.
وتوزع النازحون الفلسطينيون من سوريا على النحو التالي: 45 ألفا في لبنان، و10 آلاف في الأردن، ومثلهم في مصر، و17 ألفا في الجزائر، و15 ألفا في تركيا، في حين وصل 36 ألف فلسطيني إلى أوروبا، غرق منهم 120 ثناء محاولتهم الهجرة عن طريق ليبيا وتركيا، وفقا لما نقلت وكالة “معا” الفلسطينية عن رئيس الدائرة السياسية في منظمة التحرير الفلسطينية في دمشق أنور عبد الهادي.
معاناة في سوريا
أما الفلسطينيون الذين لم يتمكنوا من مغادرة سوريا فأوضاعهم ليست أحسن حالا.
وتقول وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، إن 95 بالمائة من اللاجئين الفلسطينيين يعتمدون في حاجاتهم الأساسية من الغداء والدواء على الأونروا، خاصة بعد تردي أوضاعهم المعيشية.
وأشارت إلى أن الأوضاع الإنسانية تدهورت في مخيم اليرموك، الذي يعد أكبر المخيمات الفلسطينية في سوريا ويقع قرب دمشق.
وتوضح الوكالة في تقرير لها الشهر الماضي أن مرض “التيفود” بدأ في التفشي بين سكان مخيم اليرموك الرازحين تحت الحصار، مشيرة إلى أن الحصول على الخدمات الصحية في المخيم صعب للغاية، فضلا عن انقطاع الكهرباء والمياه عن المخيم، والشح الكبير في المواد الغذائية.
ويعيش حاليا في المخيم حوالي 15 ألف لاجئ بعدما كان يسكنه 250 ألف فلسطيني وسوري قبل اندلاع الأزمة السورية، حيث وقع المخيم بين فكي كماشة القوات السورية ومقاتلين متشددين مثل تنظيم داعش.
ويشهد المخيم بين الحين والآخر اشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي داعش الذين يسيطرون على أجزاء منه.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *