أخبار عاجلة

الحياة الكاملة حرية كاملة

الذين تركوا أحرارا كما خلقهم الله عز وجل, أحرارا يقولون ويكتبون ما يشاءون ويعملون بالمعروف ما يشتهون, ولكنهم ليس لهم في إدارة جمعيتهم إرادة محترمة, أولئك لهم الحرية الطبيعية والحرية المدنية وهم محرومون من: الحرية السياسية.

لا نريد بذلك أن نتصدي للتعريفات الاصطلاحية المعقدة لأنواع الحريات, لكن جرنا إليه عرض التدليل علي أن الحرية المعطلة عن الاستعمال هي في حكم المفقودة, وأن الحرية الطبيعية الملازمة للإنسان لا يصح أن تسمي حرية, إلا إذا كان ميسرا له استعمالها. أرأيت أن المرء يري الطريق بعينيه المعصوبتين, ويأكل ويشرب ويبطش بيديه المكتوفتين. لكن العين المعصوبة واليد الموثوقة كلتاهما في حكم المعدومة, إنما يكون المرء حرا بمقدار ما لديه من وسائل استعمال هذه الحرية وإنما يكون حيا بمقدار ما جاز له من الاستمتاع بالحرية. فالحرية الناقصة حياة ناقصة, وفقدان الحرية هو الموت, لأن الحرية هي معني الحياة, ولذلك 30 يونيو كان مطلبا متمما للحرية لكي تكتمل.

طبعنا علي حب الكمال في حياتنا, ومعاداة كل العوارض التي تعرض لنا في طريق المثل الأعلي للمعيشة المستكملة وسائل الحرية وآثارها, ولا خبرة لنا فيما طبعنا عليه. وسواء كان هذا الشوق الطبيعي إلي حياة الحرية مصدر سعادة أو مصدر شقاء, فإنه علي كل حال نار تتأجج بين ضلوع الحي لا تبرد أو تصل به إلي المرغوب, إذا لم يصل الإنسان إلي حياة الحرية الكاملة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *