أخبار عاجلة

حسن الرشيدي يكتب.. “بسبب الثلاجة.. «الغضبان» محافظاً للقاهرة..!”

عندما قرأت هذا الخبر أحسست أننى أعيش فى أمريكا أو سويسرا.. أو إحدى الدول المتقدمة المتحضرة التى تحترم حق الإنسان فى أن ينعم بالهدوء فى منزله.. وليس فى مصر الجميلة التى ينعم فيها المواطن ويستمتع بضربات شاكوس السمكرى على السيارات المعطوبة أو المعجونة أسفل شقته.. أو يستنشق أدخنة الكبابجى الذى لا يعلم إذا كانت لحومه حلالاً أو لحم حمار.. فما أكثر الضوضاء والمنغصات التى تمثل خطراً على صحة المواطن الذى لا ينعم بدقائق معدودة من نوم هادئ فى منزله..!
الخبر الذى لفت الأنظار.. لأنه غريب على مجتمعنا.. يقول كما نشرت بعض وسائل الإعلام.. أن حى بورسعيد شكل لجنة للتحقيق فى شكوى مواطن من صدور أصوات مزعجة من ثلاجة بأحد المحال أسفل منزله بمنطقة بنك الإسكان..
توجهت اللجنة المشكلة من المهندس جمال العدوى مدير الإدارة الهندسية بالحى ومنال غالى مدير شئون البيئة ومدير مكتب الأمن الغذائى بالحى ومندوب من محافظة بورسعيد.. وآخرين.. وتبين من المعاينة أن صاحب المحل يمتلك ثلاجة مرخصة لحفظ المواد الغذائية.. وصادر له سجل بيئى.. وأن جميع مستنداته مستوفاة.. وأن الأصوات الصادرة ناتجة عن مراوح الثلاجة..
اللجنة الموقرة لم تكتف بالمعاينة وإنما أوصت بمخاطبة الفرع الإقليمى لشرق الدلتا لقياس الضوضاء فى أوقات مختلفة.. صباحا ومساء لتحديد مدى خطورتها على الصحة العامة.. ووفقا للنتيجة يتم اتخاذ اللازم قانوناً.
الله عليك.. يا لجنة.. هل كل مواطن يتقدم بشكوى من ضوضاء.. يتعامل بنفس الاهتمام..؟!
المؤكد أن صاحب الشكوى صاحب سلطة وصولجان.. لأنه لو كان شخصاً عاديا ما تحركت هذه الكتيبة فى ثوب اللجنة.. فما أكثر الشكاوى التى يتقدم بها المواطنون للمحافظين ومسئولى الأحياء ولا تجد آذاناً صاغية.. ويكون مصيرها سلة المهملات..
إذا كانت شكوى المواطن من ضوضاء ثلاجة تجد كل هذا الاهتمام فى بورسعيد.. بافتراض أنها شكوى من مواطن عادى وهذا ما لا يصدقه عقل.. فإننى أطالب بأن يتولى اللواء عادل الغضبان محافظ بورسعيد شئون محافظة القاهرة.. لإصلاحها وإعادة الانضباط إليها.
بالطبع الناس لا يمكن أن تصدق.. أن شكوى مواطن من ضوضاء ثلاجة يمكن أن تحرك كل هؤلاء المسئولين.. إلا إذا كان هذا المواطن مسئولاً أكبر من المحافظ نفسه.
أتمنى أن تكون اللجنة قد شكلت وتحركت استجابة لشكوى مواطن عادى.. لإحياء الأمل فى إصلاح المحليات.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *