ساميه عابدين تكتب… التغذية المدرسية نعمة أم نقمة ؟!

لم انسى يوما ذكريات الطفولة والمرحلة الإبتدائية وفرحتنا عندما كنا نمر على الفصول الدراسية نوزع التغذية المدرسية من جبنة نستو وحلاوة طحينية ورغيف الخبز الطري….وعند ما كان تاتي المعونة الأمريكية التي كانت تنتظرها الاسر الفقيرة…مثل الزبيب وجوز الهند ….لم انسى ملامح الاطفال حينما نلتف حول المدرسين للحصول على الوجبة التي كانت تطابق معايير الجودة ومغذية جدا لنا….وعند ما كان يتقرب مني دائما طالب مفجوع ويطمع في وجبتي المدرسية وكنت اتنازل عنها …وانال توبيخ من معلمتي التي كانت تحبني جدا….لانني لا افطر ولا اتناول وجبتي…….كانت ايام حلوة…نعم حلوة…مذاقها حلو…ايام بسيطة..نقية…طاهرة……سلسة……اما الان للاسف اصبحنا نتنفس الفساد في هوائنا …..ماء فاسد طعام فاسد….وجبات الاطفال فاسدة وقاتلة……فسدت بسبب فساد الذمم والضمائر……اصبحت الوجبة المدرسية سببا لذعر الاهالي ووجع الاطفال…كيف سولت لهؤلاء أنفسهم ان يقتلوا ابناءنا بسبب ذممهم الخربة ولهفتهم لجمع المال حتى لو كان على جثث الاطفال……انا لا اتهم جهة معينة ….ولا احمل المسؤولية لشخص او مؤسسة واحدة…..ببساطة لان الكل اشترك في هذه الجريمة…..بعضهم اجرم بتصنيع بسكويت مخالف للمواصفات…بعضهم اجرم بالسكوت والتواطؤ……بعضهم اجرم بعدم محاسبة المسؤول عن هذه الجريمة البشعة……..
رغم ان التغذية المدرسية تلعب عدداً من الأدوار الهامة، ومنها: زيادة معدلات الالتحاق بالتعليم والانتظام والنجاح خاصة بين الإناث حيث تحقق نوعاً من الدعم غير المباشر للأسر الفقيرة بما يُمكنها من إرسال أبنائها وخاصة الإناث للتعليم، ومكافحة الجوع، ومد شبكة من الحماية الاجتماعية لأطفال الأسر الفقيرة والمهمشة، وتزويد الأطفال بالمُغذيات الدقيقة التي تُساهم في مكافحة بعض الأمراض كنقص الحديد أو نقص فيتامين “أ”عند الأطفال.ورغم ذلك لم نراعي الله في تصنيعها وايصالها لايدي الاطفال وقد طابقت المواصفات….
وتُطبق ايضا برامج التغذية المدرسية بمعظم دول العالم، حيث قدر عدد التلاميذ الذين يتم تغذيتهم في المدارس – وفقاً لتقرير صادر عن برنامج الأغذية العالمي عام 2013- بنحو 368 مليون تلميذ في 169 دولة، ويؤثر الوضع الاقتصادي للدول على نطاق تنفيذ تلك البرامج. وتُعاني التغذية المدرسية في مصر من وجود منظومتين متوازيتين إحداهما تخص وزارة التربية والتعليم والاخرى للأزهر ولا يتم التعاون أو التنسيق بينهما. ويقوم برنامج التغذية المدرسية بوزارة التربية والتعليم على أساس الاستهداف الجغرافي للتلاميذ فى المناطق الفقيرة والنائية في الوقت الذي تتبني المنظومة الأزهرية سياسة التغطية الشاملة، بما يؤكد افتقار منظومة التغذية المدرسية المصرية إلى إطار تشريعي. الأمر الذي يدعو إلى ضرورة صياغة استراتيجية محددة بأهداف واضحة يتم بناءً عليها تحديد البرامج المنفذة، هذا إلى جانب ضمان التكامل بين المنظومتين الحكومية والأزهرية والتأسيس للرقابة على ومتابعة التغذية المدرسية في كافة المدارس بما فيها المدارس الخاصة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *