أخبار عاجلة

نجوي ابراهيم تكتب… الاعتداء على الطفولة ممن هم مصدر الامان !!

تطلعنا الصحف اليومية بين الحين والآخر على صور مختلفة لممارسات عنيفة في المجتمع ضد الطفولة سواء من الأسرة أو من خارجها إلا أن تصنيفها وموضوعها العام واحد وهو الاعتداء على الطفولة واستمرار سماعنا واطلاعنا على مثل هذه القضايا يدل على أن هناك المزيد والمزيد منها ، ولكن أين المنقذ إذا كان العنف صادراً من منبع الأمان للطفل وهو الأسرة.
 وبحسب راى الخبراء في الجانب الاجتماعي فإن أسباب تفشي هذه الممارسات في المجتمع ترجع لعوامل عدة من أهمها التفكك الأسري والجهل بالأسس التربوية المعتدلة وذلك بالإضافة إلى عامل مهم وهو الصعوبات الاقتصادية التي تدفع بعض من يلاقيها لممارسة العنف ضد أقرب الأقربين له في تصور منه أنهم من أحد أسباب الإنهاك الاقتصادي الذي يعيشه.
وليست هذه السلوكيات التعاملية العنيفة  داخل الأسرة مقصورة على الأطفال فحسب فللنساء نصيب منها ولكن لعل الأطفال هم أكثر من يصطلي بها.
وتعتبر تلك الاعتداءات من الجرائم التي تعرف بالعنف الأسري من ناحية القانون انتهاكات لحقوق الإنسان هذا و قد يكون العنف الأسري جسدياً أو نفسياً أو كلاهما مما يسبب لذلك الفرد من الألم والإضرار التي تخل به وتؤثر على حياته إن لم تقضي عليه وتميته وقد طغت تلك الظاهرة على سطح المجتمع وأصبحت غير محتمله وتركت اثأر سلبيه على كل فرد فيه وفى ماضى لم نكن نسمع بها إلا نادراً بعد إن كانت صفة مذمومة وتصف من يؤذى الأطفال بضعف الدين وقله مخافة الله وخلو قلبه من الرحمة ، ونشاهد اليوم ازدياد تلك الظاهرة وفظاعتها ومشاهدة القصص المروعة لأطفال تعرضو لها وقاسو من ويلاتها ويدل ذلك على سلوك عدواني يلجأ إليه الفرد نحو إفراد تحت سيطرته أو اقل منه قوة بتأثيرات وعوامل داخلية وخارجية يمارسها داخل الأسرة ويستمر أويتفنن بإيذائه حين يجد الأخر طوعا منه وتهاون في حقوقة فيزداد فخر بقوته على ذلك الأضعف منه ويستمر تلك السلوك والانفعالات فتصل لحد الإجرام ويفقد الإحساس بعواطف نحو الأخر ويحتقره أكثر وحين يفقد أو ينعدم الدين لدي هذا الشخص ونجد افضل مثال لهذا المأساة التي تعرضت لها الطفلة التي ماتت تحت التعذيب وقبلها طفلة اخرى التي تعرضت لعنف شديد وغيرهما من الأطفال والامثلة كثيرة فكيف يصل الإنسان لذلك المستوى من القسوة مع فلذة كبده وقطعة من فؤاده أليس هم بهجة حياتنا ،فكيف نقوم بإيذائهم والانتقام منهم ، ومأساة العنف ضد الطفل ان الطفل لا يشتكي ولا يهرب ولا يقاوم فهو ضحية سهلة وميسرة في اي وقت يشعر الوالد في الرغبة في العنف او في حالة الانفعال او الغضب. والعنف ضد الأطفال لا يعلن ولا يعلم منه اكثر من 10٪ منه بينما 90٪ منه يظل في الكتمان داخل المنازل، هذا نتاج إحدى الدراسات الغربية وأما في مجتمعنا العربي الذي تركز على مفهوم الأسرة والسلطة الوالدية فلا يعرف بالضبط كم نسبة العنف ضد الطفل. 
وعندما يعتاد الاب على العنف ضد احد أطفاله فإنه وبهذا الفعل يدفع الطفل للجريمة والانحراف والعنف وعندما يمارس العنف ضد الطفل فإنه يهرب للشارع، حيث ان هذا الطفل لم يجد الدفئ والحماية في منزل الأسرة ، فيحاول البحث عنها في الشارع وللاسف يجد من يلتقطه سريعا ويلتصق هذا الصغير بالآخر الغريب حيث انه وبسبب صغر السن يحتاج لمصدر حماية، يحتاج لصدر حنون ويد تمسح رأسه وهنا تستغل طفلوته بأبشع صورها مثل السرقة التسول ، تجارة الاعضاء و الاستغلال الجنسى .  
لذلك فإننا نهيب بالمسؤولين فى الدولة ومجلس النواب بسرعة اصدار قانون العنف الاسرى مع السعي لإعادة النظر في بعض الثغرات في قوانين الأحوال الشخصية وفي إجراءات المحاكم ونشر الوعي من خلال وسائل الإعلام والمناهج الدراسية ومراكز التوجيه في المجتمع وإطلاق مشروعات مجتمعية توفر الخدمات الاجتماعية والمادية والمعنوية للأسر الاكثر احتياجاً ، والتي يمكن أن تكون مصدرا للعنف الأسري و تأهيل المتزوجين وإكسابهم مهارات اتخاذ القرار وحل المشكلات .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *