أخبار عاجلة

هبه عبد العزيز تكتب… ماذا تفعل بنفسها؟ وإلى أين؟

من هي؟ ما هي؟ ماذا تفعل بنفسها؟ وماذا يفعل بها؟ والى أين؟……
بالعلم والعمل وحدهما، لا بالإعلام الأعمى ولا الدعاية الدعية ولا التوجيه القصرى المغرض يكون الرد.
كانت تلك هى الإجابة على الأسئلة السابقة لها، كجزء مما ورد فى مقدمة كتاب “شخصية مصر” الإنسان المصرى الواعى، والجغرافى الضليع، والمفكر النادر الأستاذ الكبير “جمال حمدان” الذى عرف مصر “كما ينبغى أن تعرف”  كتاريخ حى نابض بالعمل والإنتاج والإبداع والمحن والمقاومة. ووصف مصر “كما لم يصفها أحد” من قبله ولا أظن أن أحد بعده حتى يومنا هذا أستطاع أن يصفها لنا كما وصفها وصورها هو. فقد عبر عن شعوره الوطنى بقصائده الفكرية فى حب مصر المتحررة المتقدمة كما أرادها وكما يرديها كل من عشق ويعشق ترابها،  وقد كتب عنها كمواطن أصيل مهموم بشئون وطنه، وأيضا كصاحب مشروع حضارى مصرى عربى متكامل شامل، فوصفها كمكان مرتبط بالزمان ، وكجغرافيا متفاعلة مع التاريخ، وكأرض أنجبت وأرتبطت بمن عليها من إنسان، فمصر هى العامل والفلاح والمثقف والفنان والسياسى والاقتصادى والادارى. هى السلطة والجماهير. هى المتحركة فى التاريخ والمحركة له.
#لماذا_تخلفت_وغيرى_تقدم؟
لعله سؤال عميق كان قد طرحه الأستاذ فى كتابه كمحور لما أراد الوصول إليه، ويا له من سؤال!.
فأحيانا كثيرة عندما أحاول التفكير للإجابة عليه، أذهب إلى بعيد حيث يتنافس أو يتصارع ببالى عالمين أحدهما من الأحلام وآخر من الأوهام، وكما هو معروف أن الأحلام تختلف عن الأوهام، فـ “الأحلام”  لها قوة حضور عكس “الأوهام” التى هى حالة من الغياب أو الغيبوبة، فعندما تتملكنى بعض “الأوهام” أشعر بحزن شديد وربما إحباط أحيانا ، بخلاف “الأحلام” التى تمنحنا جميعا  الشعور بالمتعة والأمل، فقوة حضور الحلم دائما ما تكمن فى كونه يظل مؤشرا يشير الى الطريق السليم، كما يحاول تصحيح الواقع أو الأفعال على الأرض بقوة (الافكار) . وأحمد الله  كثيرا أن عالم الحلم غالبا ما ينحى عالم الوهم جانبا ويتصدر هو المشهد بداخلى. ولكن….   ولعلى أدرك ذلك جيدا، أنه ما بين الحلم وتحقيقه فترات إنتظار، وفى العادة تكون تلك الفترات قلقة ومتوترة إلى أن يحدث التغيير، وخصوصا فى بلد بلغت مدى أصبح  من الصعوبة معه أن تعود الأمور إلى سيرتها الأولى كما كانت منارة لمعانى وقيم الحضارة. 
وقد تعلمنا  أن على الدنيا دائما أن تنتظر وننتظر نحن معها. ولكن متى يكون لهذا الانتظار جدواه؟ سيتحقق عندما ننتهى من الإجابة على سؤال “الهوية” الصعب السهل:  من أنا؟؟؟  مما ينقلنا بدوره لإدراك أهمية الإجابة على السؤال الآخر وهو:   ولماذا تخلفت وتقدم غيرى؟؟؟؟  وهنا وجب علينا أن نتوقف لوضع وصياغة خطتنا الإستراتيجية العامة وتحديدنا لأهدافنا القريبة والبعيدة، ثم نعجل ونستعد لوضع ذلك موضع التنفيذ، ومن ثم وضع بلدنا على أول طريق النهضة، طريق النمو والتنمية.
وقد يبدو أن اكثر ما جذبنى فكريا ووطنيا وروحيا للتعمق فى القراءة ومن ثم الكتابة عن عاشق مصر أستاذى القدير جمال حمدان وكتابه “شخصية مصر” هو ذلك المنظور المشترك ، فمفكرنا العظيم لم يكن مجرد عالم كبير من علماء الجغرافيا أو فيلسوف وإنما هو فضلا عن هذا وذاك صاحب مشروع حضارى مصرى، ووصف المشروع بـ (المصرى) –  وهو ما ميز الكاتب والكتاب – يعنى أنه يختلف بالتأكيد عن كونه مثل المشاريع الآخرى سواء الليبرالية أو القومية  أو الإسلامية، وهذا الطابع فى ظنى هو أهم ما ميز مشروع جمال حمدان، حيث أنه قدم مشروعا حضاريا مصريا  كإمتداد متطور وخلاق لمشروع عصر النهضة، – مؤصل تأصيلا علميا عميقا- وتلك ميزة آخرى ميزت الكتاب أيضا،  وهى الأساس العلمى،  فقد إهتم فيه بالإجابة على سؤال الخصوصية القومية، وسؤال الهوية المصرية المعلق أحيانا والمجهض أحيانا آخرى بكل آسف.
وحين نقرأ لجمال حمدان يصلنا الشعور بالجهدا الكبير الذى بذله للتأكيد على الهوية المصرية، وحمايتها والدفاع عنها، فى مواجهة محاولات التمييع والطمس والإمتهان والإغتراب التى تتعرض لها، فضلا عن إقتراحه لمختلف الحلول لتنميتها وتطويرها، ويبدو أن ذلك هو أساس أو مصدر التداخل فى كتابه ما بين الواقع والتقييم المرتبط بموقف فكرى.
وللحديث بقية ……..فى الجزء الثانى من المقال.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *