أخبار عاجلة

د. سمير عباس يكتب.. ليس تطبيلا ولا تزلفا ولا نفاقا.. مطارات القاهرة صارت فخرا لكل مصرى !

كنت دوما من أشد المنتقدين لمطار القاهرة فى كل رحلة الى أو من أم الدنيا..وكم كتبت هنا وفى بعض الصحف منتقدا كل شىء من النظافة الى السلوكيات الى الحمامات الى تعامل العمال والموظفين مع القادمين الى مصر والمسافرين منها….وكم كتبت شكاوى فى دفاتر الشكاوى المخصصة لذلك فى أحد مكاتب المطار …وعلى مدى سنوات ..ظل الحال كما هو …
وفجأة ….تثبت الوقائع أننا نستطيع فعل الكثير اذا وجدت بيننا القيادة الواعية المخلصة المؤهلة ..واذا اردنا نحن جميعا …نصنع المعجزات ..أليس شهر أكتوبر والحرب العبقرية التى صنعنا تفاصيلها شاهد على قدراتنا الكامنة …؟؟؟؟؟؟؟؟؟.
ما حدث فى مطار القاهرة هو اعجاز بكل المقاييس ..أبهرنى…أعجبنى ..ملأنى بالفخر والزمو وربما الغرور الوطنى….
الاسبوع الماضى شاءت الظروف أن أسافر مرتين عبر المطار الجديد الذى يسمونه صالة (2)…والمطار الاخر الذى يسمونه صاله (3)
ولا أدرى لماذا يسمون هذا المطار الجميل صالة….فى حين أنه بالفعل مطار متكامل بالنسبة لنا نحن المسافرون …لا شأن لنا بالمهبط او ورش الصيانة او الخدمات اللوجستية …المطار بالنسبة لنا هو خدمات الجوازات والتفتيش وطريقة التعامل وأناقة المكان ونظامه وحداثته……والكافتيريات والسوق الحرة .وهذا كله متوفر فى الصالات كما يسمونها.
مطار القاهرة الدولى (2) يفوق مطارات العالم المتقدم فى روعته ونظامه وأناقته ..ونوعية الخدمة فى كل مرافقه ….تجولت فى كل بقعة بحثا عن واحدة من النواقص التى دائما ما تفسد أعمالنا الجميلة ..ولكنى لم أجد….الاضاءة ..الارضيات ..اخلاقيات عمال وعاملات النظافة …كيف استطاعت القيادة تغير سلوكياتهم…كيف تم كل هذا الابداع….تشييد هذا المطار الجديد وانبهارى به …جعلنى أدقق حتى فى صناديق القمامة التى تم توزيعها باناقة ..وحتى غرفة التدخين ..وغيرها…كنت أقارن فى كل خطوة بعشرات المطارات التى وطئتها قدماى على مدى رحلة العمر ..من اليابان الى ايرلندا الى شارل ديجول الى السعودية ودبى …وغيرها كثير…
زالت دهشتى حين لمحت شعارات تحيا مصر فى بعض الزوايا والواجهات..علمت أنها يد قواتنا المسلحة ورجالها التى لمست هذه البقعة من أرض مصر ..فأشرفت ..وتابعت..وشيدت ..واضاءت..وغيرت…وبدا الموقع قطعة من ارض وطن متقدم أنيق متحضر جميل….
فى هذا السياق لا يجب أن ننسى التصميم الانيق لليوتيوب المؤدية للطائرات ..والطريق الخارجى المؤدى الى المطار والخروج منه…ابداع بكل المقاييس…..
لا يمكن أن ينسينا هذا الابداع ، ما حدث من تطوير لمسته واضحا فى المطار رقم (3) او كما يسمونه ..صالة (3)…روح جديدة ..لمسة جديدة ..أناقة ونظافة ودقة فى التعامل والعمل …من التفتيش الى الجوازات…الى الى كل مرفق ……حتى التماثيل القبيحة المضحكة التى كانت قد وضعت مبعثرة أمام البوابات وفى ردهة المطار وكانت قد وضعها الأغبياء ممن سبق وتتابعوا على ادارة المطار على أنها من علامات التطوير والتجميل …تمت ازالتها جميعا والحمد لله…….
تحية لكل يد أضافت لمسة جمال وتحضر الى عاصمتنا القاهرة متمثلة فى أكبر وأهم مطاراتها…..
تحية الى قوانتا المسلحة ومهندسيها ورجالها الين اداروا ونفذوا سيمفونية رائعة..
تحية لهيئة ميناء القاهرة الجوى بكل مستوياتها 
التحية الواجبة لوزير الطيران المدنى الشاب ….
وفى النهاية ..لابد أن نهمس معاتبين….
هل كان لابد أن تحدث كارثة الطائرة الروسية وما نجم عنها من مطالب بتطوير آداء مطاراتنا ، لنصحو ونفيق ..ونطور وننهض فى انتفاضة مبهرة ….؟؟؟
ماذا لو استجابت الأجهزة لما ينشره ويكتبه ويردده الغيورين على هذا الوطن قبل أن تقع الكوارث….؟؟؟
ليتنا نتعلم…ولكن…رغم كل شىء ..وطننا على طريق النهوض…
معك يا سيادة الرئيس..لأننا نفهم وندرك ونحلم معك بمصر العظيمة كما لم تكن يوما عبر ما ضيها كله..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *