جريدة أحوال مصر
من يعيش في إيطاليا يعرف أن نتائج الانتخابات السياسية الأخيرة تعكس حقيقة الواقع السياسي في إيطاليا اليوم ، الشمال المتطرف العنصري الرافض لوجود المهاجرين على أرضه وعلى الأخص السود الملونين منهم ، وحزبه اتحاد الشمال الذي استطاع التسلل إلى وسط اليمين تاركاً خلفه وفي سبيل تعزيز مصالحه مبادئه الأساسية التي أسس عليها وهي الانفصال عن إيطاليا ، والاتحاد مع حزب اخوان إيطاليا أو الفاشيين سابقاً وهم يمثلون اليمين المتطرف ومع حزب برلسكوني إلى الأمام إيطاليا الذي أي حزب برلسكوني تخلى عن مبادئ الوسطية في سبيل مصلحته الذاتية عندما اتحد مع أقصى اليمين وهذا يحدث للمرة الأولى في إيطاليا وسجل لنفسه سقوطاً تاريخياً ليس فقط في عدد الأصوات التي حصل عليها وتفوق اتحاد الشمال عليه ، بل سقوطه من الساحة السياسية التي كان يمثلها وهي وسط اليمين الإيطالي تاركاً هذه الساحة في فراغ ينتظر من يشغله . ومن جهة ثانية ومن الجنوب الإيطالي انطلقت الأصوات التي جعلت من اللون الأصفر الدال على حركة الخمسة نجوم وهو حزب حديث العهد أسسه ممثل كوميدي إيطالي يدعى بيبو جريلو يحتل المساحة الأكبر على لائحة نتائج الانتخابات الإيطالية ويحصل على أغلبية الأصوات سواء في مجلس النواب أو الأعيان مقابل اللون الأزرق الذي يرمز إلى اتحاد أحزاب اليمين من وسطية ومتطرفة معاً والذي جاء في نتائج التصويت في المركز الثاني يترأسه اتحاد الشمال بأغلبية الأصوات . وهذا الانتصار الذي حققه الحزب الأصفر حركة الخمسة نجوم جاء ليشير إلى الحالة البائسة التي يمر بها جنوب إيطاليا المتمرد على سياسة الحكومات السابقة التي فشلت في حل مشاكله من فقر وبطالة واهمال ، الجنوب الذي تعرى من الثوب الإيطالي التقليدي في السياسة تماماً كما تعرت امرأة إيطالية أثناء التصويت أمس أمام الصحافة والمصورين اعتراضاً على أداء الحكومة والتي يقودها اليسار الوسطي ” الحزب الديمقراطي ” .
هذه التغيرات لم تكن مفاجأة بالنسبة للإيطاليين فالشعور بضرورة التغيير حالة عامة تشملهم جميعاً يعرب عنها الايطاليون في الشارع العام وأماكن تجمعهم المعروفة كالمقاهي التقليدية التي تحولت في الأيام الأخيرة التي سبقت يوم الانتخاب أمس الرابع من مارس إلى مكان مفضل للنقاش السياسي والاعتراض على أداء كل الحكومات السابقة ما بين وسط اليسار ووسط اليمين . إيطاليا يوم أمس ومن خلال صناديق الاقتراع تعرّت وتخلت عن مبادئها السياسية التقليدية لتلقي بثوبها التي اعتبرته قد أصبح بالياً وترتدي ثوباً جديداً لم تنتهي اللمسات الأخيرة عليه بعد وغير معروف كيف سيكون شكله النهائي . هذا يعتمد على الحزب الفائز حركة الخمسة نجوم وإن كان سيقبل بتشكيل حكومة مع حزب مضاد له تماماً وهو حزب اتحاد الشمال أم أنه سيتوجه إلى اليسار الوسطي ويختار التشارك مع حزبه الديمقراطي . وإن وقع اختياره على اللون الأزرق كشريك له في تشكيل الحكومة ، وهذا ما يراه المراقبون بالأمر الصعب التحقيق ستكون إيطاليا قد اختارت تحول سياسي كبير يعريها تماماً من السياسات السابقة التي اعتادت عليها لزمن طويل . لكنه في كل الأحوال تحول لن يخرجها من الاتحاد الأوروبي لكنه قد يكلف أوروباً مزيداً من الصرف المالي على دعم الواقع الإيطالي الجديد والتعامل معه .
هذه التغيرات لم تكن مفاجأة بالنسبة للإيطاليين فالشعور بضرورة التغيير حالة عامة تشملهم جميعاً يعرب عنها الايطاليون في الشارع العام وأماكن تجمعهم المعروفة كالمقاهي التقليدية التي تحولت في الأيام الأخيرة التي سبقت يوم الانتخاب أمس الرابع من مارس إلى مكان مفضل للنقاش السياسي والاعتراض على أداء كل الحكومات السابقة ما بين وسط اليسار ووسط اليمين . إيطاليا يوم أمس ومن خلال صناديق الاقتراع تعرّت وتخلت عن مبادئها السياسية التقليدية لتلقي بثوبها التي اعتبرته قد أصبح بالياً وترتدي ثوباً جديداً لم تنتهي اللمسات الأخيرة عليه بعد وغير معروف كيف سيكون شكله النهائي . هذا يعتمد على الحزب الفائز حركة الخمسة نجوم وإن كان سيقبل بتشكيل حكومة مع حزب مضاد له تماماً وهو حزب اتحاد الشمال أم أنه سيتوجه إلى اليسار الوسطي ويختار التشارك مع حزبه الديمقراطي . وإن وقع اختياره على اللون الأزرق كشريك له في تشكيل الحكومة ، وهذا ما يراه المراقبون بالأمر الصعب التحقيق ستكون إيطاليا قد اختارت تحول سياسي كبير يعريها تماماً من السياسات السابقة التي اعتادت عليها لزمن طويل . لكنه في كل الأحوال تحول لن يخرجها من الاتحاد الأوروبي لكنه قد يكلف أوروباً مزيداً من الصرف المالي على دعم الواقع الإيطالي الجديد والتعامل معه .
