أخبار عاجلة

د.حسن عماد مكاوى يكتب… التلفزيون وتحديات الإعلام الجديد !

تحت هذه العنوان عقد قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية يوم الإثنين الماضي ندوة علي هامش الاحتفال بيوم الإعلام العربي في دورته الثالثة لعام ٢٠١٨،وكانت الدورة الأولي مخصصة للصحافة، والثانية مخصصة للإذاعة، وجاءت الدورة الثالثة تحت عنوان ” التلفزيون وتحديات الإعلام الجديد”.
 قام بتنظيم الندوة الإعلامية النشطة نسيمة شريط مديرة إدارة الإعلام بجامعة الدول العربية،وتنسيق الخبير الإعلامي القدير حسن ثابت، وبرعاية وإدارة السفيرة القديرة هيفاء أبوغزالة الأمين العام المساعد للجامعة العربية ورئيس قطاع الإعلام والاتصال. ضمت قائمة المشاركين رموزآ إعلامية بارزة منهم الأستاذ محمد الأمين رئيس مجلس إدارة شبكة سي بي سي، والدكاترة جيهان يسري، وهويدا مصطفي، وحنان يوسف،والإعلاميين هالة حشيش،ومحمد نوار، ورشا نبيل، وتغريد حسين، وأحمد المسلماني، ومصطفي البلك، وهبة حسين، وهبة حمزة، وغيرهم من الخبراء والممارسين. في هذا السياق ناقش الخبراء التحولات الهائلة في مجال الإعلام والاتصال خلال السنوات الأخيرة، والتغيرات التي طرأت علي أساليب إنتاج وتوزيع وتلقي المعلومات، وظهور مصطلح الإعلام الجديد أوالإعلام الرقمي للتعبير عن الظواهر الجديدة في التعامل مع قضايا المجتمعات المعاصرة تشكيلآ، وتعزيزآ، وتغييرآ، وتجاوز قدرة وسائل الإعلام التقليدية في التأثير علي المجتمع. كان التساؤل حول مدي قدرة التلفزيون علي توجيه الرأي العام؟، وكيف يواكب التلفزيون الطفرة التكنولوجية التي فرضها الإعلام الجديد؟. وتتطلب الإجابة علي السؤال الأول تحديد الفروق بين الإعلام التقليدي والإعلام الجديد، فالإعلام التقليدي يحكمه مجموعة من الضوابط والقوانين التي تنظم عمله، وتراقب توازنه، فهوإعلام مؤسسي، يعتمد علي تقديم الرسائل المدققة، وبالتالي هوأقرب للموضوعية، وهوبمثابة السلطة الرابعة التي تراقب أداء السلطات الثلاث التنفيذية والتشريعية والقضائية توفيراً لحق المواطن في المعرفة باعتباره جوهر العمل الإعلامي. يتعامل الإعلام التقليدي في إطار الحرية المسئولة التي لا تتعارض مع قيم المجتمع وتقاليده، وتلتزم بمتطلبات الأمن القومي، وتروج الاتجاه السائد في الدولة والمقومات السياسية والاقتصادية والاجتماعية. وعلي خلاف ذلك، يتحرر الإعلام الجديد من التقاليد المعرفية والمهنية والتنظيمية التي تحكم عمل وسائل الإعلام التقليدية، فالإعلام الجديد في معظمه فردياً وليس مؤسسياً، والرسائل المدققة في الإعلام التقليدي يقابلها رسائل متحررة من ضوابط التحرير والكتابة، والحرية النسبية في الإعلام التقليدي يقابلها حرية مطلقة بلا ضوابط تسري وسط فضاء كوني بلا حدود، وبالتالي يفتقد معظم الإعلام الجديد للموضوعية، بل يكون مفرطاً في الذاتية، وإذا كان الإعلام التقليدي سلطة رابعة، فإن الإعلام الجديد سلطة خامسة تراقب السلطات الأخري بما فيها الإعلام التقليدي. الإعلام الجديد غالباًما يقدم الإعلام المضاد للتقليدي، ويتفاعل أسرع مع الأحداث دون سقف أوأجندات مسبقة، ومتحرراً من الهياكل التنظيمية والرقابية، وبعيداً عن التأثيرات الاقتصادية والربحية، كما يستطيع المستخدم للإعلام الجديد التحكم في نوع المحتوي الذي يتعرض إليه، وحجم التعرض، وتوقيته، والمشاركة الإيجابية بالتفاعل والتعليق علي الأحداث دون أية رقابة أوقيود . وللحديث بقية ..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *