أخبار عاجلة

صفوت زينهم يكتب… قطر الندى ودواعش الإخوان!

حينما بدأت الخلافة العباسية تضعف وتشعر بالخوف والقلق لجأت الجماعة إلى استيراد مجموعة من الشبان القناصة من بلاد الشام والأتراك ليصبحوا ميليشيات مسلحة تنشر الفزع والهلع فى أراضى مصر المحروسة وفى بعض الأحيان تتحول هذه الميليشيات إلى أصابع خفية وأسوار عالية تحمي الجماعة من بطش الشعارات المسيئة للجماعة وبعض رسوم الجرافتى الخارجة عن نصوص السمع الطاعة ولم تحسب الجماعة البدائية المنشأ حسابات النشوء والارتقاء التى ستجعل هذه الميليشيات وحوشا كاسرة غير مدربة على الحوار الوطنى وحوشا تفتك بأصحابها لأن الجماعة التى تجلب الوحوش لتحرسها وتحميها قد حكمت على نفسها بالموت وهذا ماحدث للخلفاء العباسين المستضعفين حينما بدأت جماعة الأتراك تحتكر مصر لصالحها وتشغل مناصب الدولة وتتسرب فى شرايينها بالكذب والمراوغة فمصر بالنسبة لهم ليست أكثر من إيراد إقطاع أو ريع عزبة من ممتلكات الجماعة فسرقتها حلال ونهبها حلال وبيع آثارها فى مزادات صندوق النقد الدولى حق لهم ولم يدرك حكام الأتراك فكرة وقيمة الوطن والغريب أن بعض الأمراء الأتراك كانوا يرسلون نوابا ليحكموا مصر نيابة عنهم ففى سنة 868 ميلادية أرسل الأمير باباك صاحب إقطاع مصر أحمد بن طولون التى تربطه به علاقة أسرية ليحكم مصر نيابة عنه ودخل الحاكم البديل أحمد بن طولون مصر من بوابة الفسطاط وكان فى الثالثة والثلاثين من عمره وكان مفلسا لدرجة أنه اقترض من أحد أصدقائه فى الجماعة مبلغا من المال حتى يستطيع الإنفاق على حملته الانتخابية وهذا ما جعل العامة فى مصر المحروسة فيما بعد لايصدقون شائعة الكنز الكبير الذى وجده أحمد بن طولون 
في مبنى الجماعة بجبل المقطم وترك أحمد بن طولون الذى بدأ حكم مصر مفلسا ثروة هائلة لخليفته خمارويه الذى أقام المبانى الفخمة وحول قصر الحكم إلى تحفة معمارية وزرع فى بساتين القصر الأشجار النادرة وكسى جذوع الشجر نحاسا مذهبا وبنى أبراجا للطيور المشجية التى كانت تسبح فى مياه القنوات الجارية كما طلى جدران القصر بالذهب ووضع على أسواره تماثيل النساء ولون أجساد هذه التماثيل بالألوان الطبيعية فتبدو للناظر كأنها ترتدى الحرير الهندى وبنى خمارويه فسقية وأغرقها بالزئبق ووضع فى الفسقية عوامات مملؤة بالهواء تسبح فى جنبات الفسقية وينام خمارويه فوق هذه العوامات السابحة ويتمرجح فوقها 
فى هذا المناخ المطعم برائحة ألف ليلة نشأت أسماء بنت خمارويه الذى أطلق عليها حرافيش المحروسة قطر الندى وقد دفعت هذه الفتاه الصغيرة فاتورة الجشع السياسى والرغبة الدائمة فى التملك وإقصاء الآخر وفكرة ملكية الوطن للجماعة وكأن الوطن بكل مافيه هو حق مستحق للجماعة النوراية وداخل هذا الإطار قدم خمارويه قطر الندى هدية خالصة الجمارك للخليفة العباسى المعتضد المشهور بسفك الدماء وولعه الشديد بمواقع الفيس بوك والقرصنة عليها من خلال ميليشيات الجماعة الإلكترونية ولم يغفر الخليفة العباسى للمصريين رغبتهم المستمرة فى الانفصال عن الخلافة ورفضهم كل أشكال الهيمنة والوصايا العباسية على أرض مصر المحروسة ولم يتردد خمارويه لحظة فى بيع قطر الندى للعجوز العباسى ضاربا بعرض الحائط كل الأعراف والمعاهدات والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان
وبيعت قطر الندى وتوسط الخبثاء من سماسرة الجماعة لشراء سلام غير أخلاقى مع الخليفة العباسى ونزلت قطر الندى المزاد واجتمع ذوى الاحتياجات الإخوانية لطلبها فطلب رسول خمارويه للخليفة العباسى الزواج من قطر الندى كى يتوسط فى صفقة الصلح بين خمارويه والخليفة العباسى كما طلب ولى العهد ابن الخليفة العباسى الزواج من قطر الندى ليس حبها لها ولاتقديرا لجمالها ولا احتراما لحسن أدبها بل نكاية منها ومن أرض مصر إلا أن مؤشر المزاد فى نهاية المطاف هبط لصالح الخليفة العباسى نفسه 
وبدأ خمارويه رحلة تجهيز قطر الندى وبدأت الصناديق السوداء تمتلئ بشتى العملات الأجنبية من الدراهم والدنانير فأنفق خمارويه أموالا باهظة على جهاز قطر الندى الأسطورى المصنع من الذهب الخالص عيار 25 وقباب ذهبية مرصعة بالجواهر وعتبات ذهبية لتضع قطر الندى قدميها فوقها وألف مبخرة ذهبية لكل حجرة وفى كل حجرة مئات الصناديق للملابس والأقراط والسلاسل الذهبية وفصوص الأحجار الكريمة واستمر حفل حنة قطر الندى اربعين يوما لاتنقطع فيها الكهرباء عن أهل المحروسة وقد بنى خمارويه قصورا متعددة فى الطريق الواصل بين القاهرة وبغداد حتى تشعر قطر الندى بالراحة أثناء سفرها وأعطى خمارويه للوفد المرافق لها مبلغ 16 مليون دينار لتشترى قطر الندى ما تحتاجه من أسواق دبى أثناء رحلتها لبغداد والغريب أن ابن الجصاص رئيس الوفد المرافق لقطرالندى قد سرق المبلغ كله وهرب به لدولة قطر الشقيقة تضامنا معها في تنظيم مونديال إخوان تميم ودخلت قطر الندى بغداد ونزلت فى قصر صاعد لكن الخليفة العباسى تركها وأهملها شهورا قبل أن يذهب إليها ماذا تفعل هذه الفتاه الصغيرة التى لم تتجاوز الأربعة عشر ربيعا مع رجل عجوز يتجاوز عمره أكثر من خمسة أضعاف عمرها وماتت قطر الندى وعمرها واحد وعشرون سنة ولم يحزن عليها أعضاء الجماعة لأنها بالنسبة لهم ليست أكثر من صفقة سياسية أو جزء بسيط من خراج مصر ولكن الوجدان الشعبى لأهل مصر المحروسة أدرك ماأغفله إخوان الجماعة واستعصت أعينهم عن رؤيته وهو فكرة التضحية التى جعلت من قطر الندى لحنا حزينا وكأنه عرس جنائزى ولم يقف أهل المحروسة كثيرا عند فخامة العرس بل وقفوا عند فكرة البيع لصالح الجماعة وقتل المصريين الأبرياء لصالح الجماعة وتفجير أهل مصر المحروسة في حارة الدريدري وعطوف حوش قدم والغورية بجواز سفر أمريكي لصالح فتاوى الجماعة الداعشية التي لم تعرف في أدبياتها سوى القتل وإقصاء الآخر هذه الجماعة لا تعرف أن الشخصية المصرية هى نتاج ثقافة نيلية تقوم على التسامح وحب الآخر وسأل أهل المحروسة أنفسهم ماالفرق بين قطر الندى وبين رجل الشرطة الذى ضحى بنفسه ليحمي أهل مصر المحروسة في حي الدرب الأحمر رحم الله قطر الندى ورحم الله شهداء مصر المحروسة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *