أخبار عاجلة

مصطفى البلك يكتب.. نحن في حضرة الجمال أسوان

لا تفهمونا غلط
ما هذا الجمال وما هذا الإبداع في الاختيار, توقفت أمام حركة الكاميرا وهي تنقل وقائع وإحداث ملتقي الشباب العربي الأفريقي على أرض البوابة الجنوبية لمصر, أنها أسوان حاضنة نهر النيل, فعلا أننا في حرم الجمال, الذي لم يستغل بعد من اجل مصر, فلا أنكر أن مؤتمرات الشباب حققت هدفها من تبادل الرؤى والتوصيات بصورة واقعية بهدف صياغة رؤية كاملة وشاملة تشترك بها الدولة والشباب المصري معا, من خلال الحوار وعرض القضايا الخاصة بهم والتعرف على احتياجاتهم وتطلعاتهم المستقبلية, وكذلك طرح الحلول والإستراتيجيات المتطورة وفقا لفكر الشباب باختلاف ثقافاتهم وخلفياتهم العلمية وحققت التلاقي بين شباب أفريقيا والعرب على أرض مصر و ألقت الضوء على مواطن جمال في المدن المصرية, وأن العالم كله شاهد ما تتمتع به مصر من جمال طبيعي ومناطق جذب لم يتحقق لها الرواج السياحي أسوة بمدن عالمية كثيرة لا تتوافر فيها المقومات التي تتوافر على أرض مصر.
فانعقاد ملتقى للشباب الأفريقي والعربي وسط نيل مصر له الكثير من الدلالات التي أكيد حرص عليها سيادة الرئيس عندما فكر ودعا للملتقي وأن أنظار العالم شاهدت ورصدت وسجلت وقائع الملتقي ، فمتى نستطيع استثمار هذا الجمال? ومتى ندرك أن لدينا من المقومات الطبيعية والكفاءات التي نستطيع بها الترويج لمصر سياحيا ويكون هذا الإبداع مصدر جذب سياحي عالمي لو تم استخدامه وتوظيفة لخدمة السياحة المصرية بشكل مدروس وصحيح لحقق الكثير من العوائد المادية والمعنوية لمصر, مثلما حدث ويحدث في مؤتمرات الشباب بشكل عام وملتقى أسوان بشكل خاص, فمع الجمال توقفت كثيرا أمام المسرح الذي أقيم عليه الملتقي.
وتساءلت لماذا لا نفكر في بناء مسرح فرعوني ثابت على هذه الجزيرة وقاعة مؤتمرات? لماذا لا نفكر في استثمار التاريخ والحضارة والموقع والصورة المبدعة? ، لماذا لا نفكر في عمل ورش سيناريو لكتابة دراما تبرز وتسوق لهذا الجمال?, فنحن بدأنا وبقوة في سياحة المؤتمرات فمتى تستخدم الدراما في التسويق للآثار والطبيعة المصرية بشكل علمي مدروس, فهل الوزيرة المشاط تستطيع هذا? هل تستطيع استغلال فكر الصورة وجمال الطبيعة وانسانية شعب والأمن والأمان الذي صرنا نعيشه في هذا الترويج الذي أتمناه? رايت أسوان أكثر من مره ولكن لم أر جمالها ألا في عيون الصديقة العزيزة أوشكا وهي تحدثني عنها وتصف لي جمال الفندق الذي صور فيه مسلسل جراند اوتيل لدرجة أنها وصفت لي خوفها من السير على أراضيته ،ورأيتها مرة آخري من خلال حفل افتتاح وختام الملتقي العربي الأفريقي, كلنا يعلم أن الفندق الذي صور فيه مسلسل جراند اوتيل تم حجزه لعام قادم بعد عرض المسلسل وما زال الإقبال عليه كبيرا.
كلنا شاهد فيلم الحقيقة العارية لماجدة وإيهاب نافع الذي صنع خصيصا من اجل الحديث عن بناء السد العالي ورأينا من خلاله جمال أسوان والأقصر والنوبة ورحلة نيلية استعرضت جمال نيلنا العظيم, فهذه هي السينما الهادفة وهكذا تم الترويج للسياحة ،فالسياحة ليست مجرد مظاهر احتفالية وعروض ترفيهية, مثلما تفعل وزارة السياحة بأن تأخذ مجموعة من موظفيها وتلبسهم ملابس فرعونية وتزج بهم في مؤتمرات السياحة الدولية تحت مسمى الترويج لمصر, فهذا فكر عقيم لم يروج لمنتج سياحي بالقدر الذي يتناسب مع مكانة وحجم مصر صاحبة التاريخ والحضارة, ولابد أن يكون هناك فكر تسويقي وترويجي بشكل مدروس يستخدم فيه الحدث والصورة, ، فهل نعلم أن تركيا استطاعت توظيف الصورة والفن لتنشيط السياحة فكان نصيبها في عام 2012 “30 مليون سائح و30 مليار دولار”,? هل نعلم أن الديكورات التي تبنى للأعمال الدرامية التركية لا تهدم بل تظل مزارا سياحيا مثلما حدث مع ديكورات حريم السلطان, هل نعلم أن المنزل الذي صور فيه مسلسل نور التركي صار مزارا سياحيا تنظم إليه الرحلات السياحية وأصبح اسمه السياحي قصر نور التركي, ومن هنا أتقدم بدعوة للقائمين علي انتاج الدراما والسينما المصرية البحث عن سناريوهات وعمل ورش وأفكار لكتابة أعمالا تروج لمصر وللسياحة والآثار.
فالدراما صناعة والسياحة صناعة ومصر تحتاج لتكاتف الجهود بينهما لتكون مزارا سياحيا, صناعة السياحة في مصر تتطلب جهدا كبيرا, باعتبارها قاطرة التنمية, التي تساهم بنسبة كبيرة في نمو الاقتصاد القومي, فمصر تملك جميع المقومات الطبيعية والتاريخية والأثرية, التي تفوق أي دولة أخرى, وهو ما يجب أن يدار بكفاءة عالية, ولابد إن تلعب الدراما والسينما دور في تطوير صناعة السياحة في مصر .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *