توظيف الإعلام لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف

عقدت إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية التابعة لقطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية ورشة عمل متخصصة بعنوان توظيف الإعلام وتكنولوجيا الاتصال لمواجهة خطاب الكراهية والتطرف.
افتتح الورشة السفير بدر الدين علالي الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية، وأدارها الدكتور علاء التميمي الوزير المفوض مدير إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية، وشارك فيها نخبة من خبراء الإعلام الأكاديميين والممارسين للعمل الصحفي والإعلامي، وخبراء في الشئون السياسية والأمنية والقانونية من بعض الدول العربية.
أشار السفير بدر الدين علالي في كلمته الافتتاحية إلي قيام جامعة الدول العربية بمبادرات عديدة لمواجهة فكر التطرف والإرهاب، مما أسفر عن قرار وزراء الإعلام العرب بإدراج بند دائم علي قائمة الأعمال لمواجهة التطرف والإرهاب والعمل علي تعظيم دور الإعلام العربي في مواجهة هذه الظاهرة المقيتة، كما اتفق وزراء الإعلام العرب علي تبني خطة استراتيجية إعلامية لمواجهة التطرف والإرهاب منذ عام ٢٠١٥، وتأتي هذه الورشة المتخصصة في إطار تفعيل هذه الخطة التي تتضمن إقامة الندوات والمؤتمرات ومتابعة تنفيذها من خلال قطاع الإعلام والاتصال بجامعة الدول العربية. إن محاربة التطرف والإرهاب فكرياً وإعلامياً لا تقل أهمية عن محاربته أمنياً وعسكرياً، لما للإعلام من تأثير في نشر قيم التسامح والتعايش المشترك، وقبول الآخر، وترسيخ الإيجابية في المجتمعات. ولا يخفي علي أحد أن الإرهاب يتحرك حين يبدأ الفكر الإنساني بالانحراف عن الطريق السوي المعتدل، وتزداد الفجوة اتساعاً كلما نشب مخالبه في الشخصية والسلوك، ثم يتطور ليصبح فكراً متطرفاً، ويستخدم خطاب الكراهية والحقد علي الآخر، وقد يصبح مهيأ لممارسة الفعل الإرهابي. وفي هذا الصدد، يجب علي الإعلام العربي أن يؤدي دوراً محورياً في مواجهة خطاب الكراهية والتطرف، وتتطلب مواجهة الإرهاب اجتثاث جذوره الفكرية المنحرفة، وكشف زيف خطاب التنظيمات الإرهابية للتغرير بالشباب في المنطقة العربية والعالم. نحن في الوطن العربي نحتاج إلي وقفة جريئة لمراجعة المنظومة الفكرية التي تسبب الانحراف، وتؤدي إلي الكراهية، وتعتقد أنها تحتكر الحق والصواب. علينا أن نبحث جيداً في ذلك الفراغ الذي ينشأ بسبب تدهور مستوي التعليم والثقافة عند الأطفال والشباب، ونضع مخططاً يضمن بث الخطاب المعتدل الذي يركز علي القيم السلوكية والروحية، والتحلي بالأخلاق والمثل الإنسانية النبيلة، وأهمية المساهمة في بناء الأسرة والمجتمع، وتحقيق التكافل والتراحم وقبول الآخر. من هنا ينبغي علي وسائل الإعلام العربية أن تتخلي عن الأنانية والتسطيح الفكري والابتذال، وأن تتيح مساحات واسعة لنشر قيم التسامح والوسطية والتعايش، والمواجهة الفكرية للأجندات المشبوهة التي تسعي إلي إثارة الفوضي، وفضح الجهات التي تقوم بتمويل الإرهاب وإمداده بالسلاح والمقاتلين. يجب أيضاً المواجهة الجدية لمخاطر تأثير الإعلام المضلل علي تكوين الرأي العام العربي من خلال التوعية بالمخاطر والتهديدات، وبناء الحصانة الفكرية والثقافية لمواجهة فكر الكراهية والتطرف. تمخضت ورشة العمل عن تقديم أفكار جادة وحلول غير تقليدية لتمكين مؤسسات الإعلام العربي من القيام بأدوار أكثر فعالية في مواجهة التحديات الراهنة، والأهم من ذلك أن تسفر هذه الأفكار عن آليات للتنفيذ في الواقع الإعلامي العربي ولا تظل حبيسة الأدراج والدهاليز..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *