ايمان نعمه تكتب… دافيد بن غوريون يطل برأسه والعرب يجتمعون

يجتمع العرب في ثلاثة قمم على كل الأصعدة ، عربية ، خليجية وإسلامية. العرب اليوم يستشعرون الخطر أكثر من أي وقت مضى فالخيارات التي أمامهم محدودة تنحصر بين خيارين اثنين لا ثالث لهما إما الموافقة على مخططات مرسومة مسبقا وإما إعلان الحرب .

في كل مرة تظهر خارطة للشرق الأوسط الجديد يتغير بعض من ملامحها وكأنه نوع من التمويه لحقيقة ما قد تكون عليه بالفعل لأن هذه الخارطة أصبحت مسارا لتتبع الأحداث في المنطقة ، لكن الأمر الثابت في جميعها هو غياب حدود خارطة إسرائيل . قد يشير هذا الأمر إلى محور هام في الشرق الأوسط الجديد الذي تحدث عنه بوش الأب سابقا وإلى الاستراتيجية الأمريكية – الإسرائيلية التي يعيد تكرار ذكرها الرئيس الحالي ترامب . تضيف إسرائيل إلى خارطتها الرسمية الجولان السوري المحتل بتوقيع من ترامب وصمت مثير للجدل من الزعيم الروسي بوتين في مرحلة متطورة من أحداث الشرق الأوسط الذي ينتظر التغيير . لا بد هنا أن نعيد رسم المشهد ، وأنت تحاول معالجة الخطوط ستمر من أمامك قناة “بن غوريون ” الإسرائيلية والتي تصل البحر الأحمر بالبحر الأبيض المتوسط مخترقة سيناء المصرية ، لا بد أن نتوقف هنا مرة أخرى عند طريق الحرير الجديد الذي يحول هذه النقطة من العالم إلى الأكثر أهمية والأكثر اشتعالا في نفس الوقت . ستنتهي بك الخطوط عند غزة الفلسطينية وتهزك أصوات القنابل الإسرائيلية وهي تدمر أبنية غزة ومنازلها في كل مرة تشن إسرائيل هجوما على غزة بحجة مواجهة حماس ، المطلوب إذا هو نقل غزة من موقعها الذي يعترض قناة بن غوريون جغرافيا وأمنيا . في حين يتم استبعاد موانئ العرب من الطريق التجاري العالمي الجديد يتم استبعاد قناة السويس المصرية أيضا . تختلط الأمور على العرب في الكثير من مجريات الأحداث في المنطقة لكن هل يجب عليهم منح الثقة بمحاولات الاسترضاء والتعويض ؟

كيف ستكون دولة إسرائيل في الشرق الأوسط الجديد ؟ 

لا بد أنها سوف تتوسع وباتجاه الشرق أيضا وقد تفعل هذا على مراحل متعددة إلى أن تصل إلى الدولة المسيطرة على شريان البحر الأحمر تجاريا ، اقتصاديا وسياحيا وعسكريا بالتنسيق المشترك مع أمريكا والدولة المسيطرة على مصادر المياه أيضا لأن السيطرة على مصادر المياه لا تقل أهمية عن السيطرة على مصادر النفط والغاز في إقليم يزداد فيه اشتعال درجات الحرارة العظمى من المناخ كل عام أكثر . وهنا تظهر لنا مشاريع وخطوط تربط البحر الميت بقناة متفرعة من قناة بن غوريون لتدخل أراض أردنية في هذا المخطط ، خط يستمر إلى الشمال من الأردن ليلتقي مع هضبة الجولان السورية مرورا بنهر الأردن منتهيا عند بحيرة طبريا ، ولن يسلم لبنان بطبيعة الحال أيضا . ملك الأردن عبد الله الثاني يظهر في أكثر من مرة على شعبه مرتديا الزي العسكري ويعلن استعداد جيشه العربي المصطفوي كما يسميه للقتال والدفاع عن أرض الوطن ويطلق ثلاث شعارات من الرفض تحمل عنوان ” لا ” ، الرئيس المصري القائد العسكري عبد الفتاح السيسي يطلب من شعبه تمديد فترة رئاسته باستفتاء شعبي يبدل في الدستور ويعلن حالة الحرب والاستنفار العسكري في سيناء . زعماء الخليج العربي يظهرون في تصريحات يومية متتالية يعلنون عدم رغبتهم في دخول حرب مع إيران والرئيس اللبناني عون يستشعر الخطر بفطرته العسكرية ويصرح بمخاوفه من الوجود الفلسطيني في لبنان في حين يتم تفتيش المخيمات الفلسطينية التي تحتل مواقع حساسة على سواحل المتوسط ويتم تجريدها من الأسلحة والذخيرة العسكرية في خطوة تشير إلى مخاوف أمنية لبنانية ، واحتمال دخول بارجة حربية فرنسية إلى البحر المتوسط في مرحلة قادمة متطورة من الصراع في المنطقة . 
دافيد بن غوريون يطل من جديد برأسه المخطط لدولة إسرائيل عرف عنه عدم اعتقاده بإمكانية السلام بين العرب وإسرائيل بل إنه كان واثقا من هذا كيف لا وهو كان يعرف بالتأكيد مخطط حدود إسرائيل الكبرى . قبل سنوات عديدة من إعلان قيام دولة إسرائيل أطلق بن غوريون توقعه الشهير : ” نحن نريد أن تصبح تلك الأرض وطنا للأمة ويريد العرب أيضا الأرض ذاتها وطنا لهم ولا أعرف عربيا واحدا يمكنه التنازل عن موقفه والموافقة على تحويل الأرض إلى وطن لليهود ” . 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *