أخبار عاجلة

محمود عابدين يكتب… أنا وصديقي العراقي.. وكلمة «السيسي»

تابعت باهتمام شديد وتركيز أشد.. كل حرف نطق به الزعماء العرب فى القمة العربية الاستثنائية بالمملكة العربية السعودية – مكة المكرمة أول أمس 30 مايو 2019 – فجاءت كلمة السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي – كعادته – واضحة لا لبس ولا مجاملة فيها.. حيث كشف حقيقة المؤامرات التى تتعرض لها المنطقة على يد قوى اقليمية معروفة وقوى استعمارية مزروعة تساندها قوي عالمية مفضوحة.

كلمة السيسي.. بأمانة شديدة.. شملت كل ما ذهب إليه الباقون وعلى رأسهم: الملك سلمان – ملك المملكة العربية السعودية – والشيخ صباح الأحمد – أمير الكويت – و عبد الفتاح البرهان – رئيس المجلس العسكري السوداني – والملك عبد الله – ملك المملكة الأردنية الهاشمية – والرئيس الفلسطيني محمود أبو مازن.. فتم صياغة البيان الختامي للقمة من ذات المضمون الذي تحدث به وعنه “السيسي”.

وهو الامر الذي أغضب الرئيس العراقي على ما يبدو.. حيث ألمح فى كلمته عن اعتراضه المُعلن تارة والخفى تارة أخري على كلمة “السيسي” بحق القوى الإقليمية التى عبثت ومازالت تعبث بأمن: اليمن والعراق ولبنان وسوريا والسعودية والإمارات.. ولم يكتف الرئيس العراقي باعتراضه على صراحة “السيسي” في كلمته أمام قادة الجامعة.. بل أرسل تعقيبا مكتوبا للسيد أحمد أبو الغيط – أمين عام الجامعة العربية – يُسجل ويجدد فيه اعتراضه على البيان الختامي للقمة.. لا لشيء طبعا.. سوى لأن هذا البيان كشف حقيقة الدور التآمري – الإجرامي لإيران فى المنطقة مع دول أخرى مثل تركيا وإسرائيل وخلفهم “رعاة البقر”.

وهذه كلمة بسيطة ذات معنى – مني أنا العبد لله – إلى زملاء المهنة وكتابنا ومثقفينا و… الذين يتعاطفون مع “ملالى” إيران.. ومع كل ذلك ندعو الله أن تستفيق “طهران” من غيها وظلمها للعرب.. وأن تتحد معهم فى وجه قوى الشر العالمية.. هذا على اعتبار أن “الملالي” فعلا صادقو النوايا ناحية العرب كما يدعون ذلك وكما يعتقد من يدافع عنهم رغم كل ما فعلوه ويفعلوه بنا وفينا قديما وحديثا.. و التاريخ خير شاهد على ما نقول.

ما سبق كان ملخص ما سجلته على صفحتى الشخصية بوسائل التواصل الاجتماعي “الفيس بوك” تعليقا على كلمة السيد الرئيس في القمة العربية الاستثنائية.. وهذا الكلام لم يعجب صديق صفحتي العراقي المحترم الدكتور رحمن السلطاني فاعترض على كلامي قائلاً:

– كلمة الدكتور برهم صالح – الرئيس العراقي – تستحق التقدير.. ولم يكن إمعة كبقية الرؤساء.. فالمملكة العربية السعودية يا أخي الكريم جمعت العرب ليس لمصلحة أحد .. وإنما لتأييد سياستها العدوانية في المنطقة.. والتي أدت إلى تدمير وقتل ابناء اليمن وسوريا والعراق نتيجة سياسة الاٍرهاب والتكفير التي كان يقودها علماء الفتن.. ويكفينا حرب ثمان سنوات مع إيران.. والتي ذهب ضحيتها آلاف العراقيين.. وكل ذلك كان ثمن المهاترات والسياسة الرعناء.. لذا علينا أن نعي ماذا تعني الحروب وأن نتماشي مع سياسة السلام والتفاوض.. لأن إيران مهما كانت فهي جاره لنا.. وأي حرب معها سندفع ثمنها غاليا..بعد انتهاء صديقي العراقي من تعليقه وتلويحه باتهامات هنا وهناك ليس لها أي أساس من الصحة.. كان لا بد وأن أذكره ببعض الحقائق المرة ضد الدولة التي يدافع عنها.. فقلت له:

– لابد أن تتأكد يا صديقي من أنني اعشق العراق.. كما بقية دولنا العربية بالمنطقة.. شعوبا وأرضا.. ومع ذلك لابد أن نضع الانتماءات المذهبية والعقائدية جانبا حينما نتكلم عن الحقوق والواجبات لكل دول المنطقة بشكل عام.. ولكل دولة منها على حدة.. لذا أريد أن أطلب من معاليك فقط أن تبحث فى أسباب حرب إيران مع العراق.. ثم احتلال إيران للجزر الإماراتية.. وأظن أن دور إيران فى اليمن ليس بخاف على عقلاء الأمة.. يضاف إلى كل ذلك دور “الملالي” التآمري في عراق ما قبل و ما بعد رحيل صدام حسين.. ثم دور إيران فى لبنان وسوريا و…. فملف إيران متخم بجرائم يندي لها الجبين بحق العرب.. ومع ذلك.. كما قال “السيسي” أن العرب آمنوا الجوار دائما وأبدا.. كما يمدون أيديهم لكل من يثبت لهم حسن النوايا.. وهذا ما لم يقله الرئيس العراقي.. لا تصريحا ولا تلميحا.. وكنا نتوقع منه موقفا عربيا موحدا دفاعا عن المنطقة التى تتعرض الآن ومن قبل لأبشع مؤامرة فى التاريخ.. ويؤسفني القول أن إيران أحد الأطراف الرئيسية في تلك المؤامرة.

وإليك عزيزي القارئ فقرة من كلمة “السيسي” التي أغضبت الرئيس العراقي المنتمي قلبا وقالبا لـ “قم” ضاربا مصالح العراق والأمة عرض الحائط فى هذه القمة:

– إن الهجمات التي تعرضت لها المرافق النفطية في المملكة العربية السعودية الشقيقة مؤخرا من جانب ميلشيات الحوثي، والمحاولات المتكررة لاستهداف أراضيها بالصواريخ، وكذلك الاعتداءات التي تعرضت لها الملاحة في المياه الإقليمية لدولة الإمارات العربية الشقيقة، تمثل بدون شك أعمالا إرهابية صريحة، تتطلب موقفا واضحا من كل المجتمع الدولي لإدانتها أولا، ثم للعمل بجميع الوسائل لردع مرتكبيها ومحاسبتهم، ومنع تكرار هذه الاعتداءات على الأمن القومي العربي، وعلى السلم والأمن الدوليين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *