محمود عابدين يكتب… الأجيال الحالية والقادمة.. والدروس المستفادة من نصر اكتوبر

بعد ساعات قليلة، تهل علينا روائح العزة والكرامة والنصر للذكرى الـ 46 لحرب اكتوبر المجيدة عام 1973، ذكرى معركة شعب رفض الهزيمة والخنوع، فانتفض خلف أبطال قواته المسلحة بكل ما أوتي من قوة، فكانت معركة مصير حقيقية، وملحمة شعبية مطعمة بمبادئ وطنية وإرادة حديدية، وعقيدة قتالية سليمة، أساسها التفاني والإخلاص والتلاحم بين الشعب والقيادة السياسية، والإيمان بالله والثقة بالنصر، وجميعها محاور وقيم، سطرت أروع ملحمة تاريخية في العصر الحديث العدو قبل الصديق والشقيق.
وأنا أكتب عن أبطال نصر اكتوبر، تذكرت كم تلقت قواتنا المسلحة عقب 25 يناير 2011 من إهانات على يد مجموعة من الخونة والعملاء بتوجيهات من “رعاة البقر” وحلفائهم، وتذكرت أيضا النغمة السخيفة التى ظهرت ضد رموز جيشنا الباسل في هذا التوقيت، من شخصيات وفئات ومنظمات وحركات وجماعات لا تعرف للوطنية عنوان ولا للوطن قيمة ولا للهوية أية معنى.
وحتى بعد أن هدأت الأمور واستطاعت مصر – بفضل الله وإخلاص ووطنية شرفائها  – أن تتصدى لهذه المؤامرة وتفشلها، إلا أن نفس “المرتزقة” مازالوا حتى اليوم يسبون ويلعنون الجيش وقياداته لأغراض وأهداف خبيثة حتى تتيح لهم الفرصة بان يعيثوا فى البلاد فسادا، ويتمكنون من تطبيق السيناريو الأمريكى اللعين الذي أعلنت عنه كونداليزا رايس – وزيرة خارجية رعاة البقر فى هذا الوقت-” الفوضى الخلاقة” .. وهو نفس المخطط الذى تأكدنا من تطبيقه فى كل من :”العراق وتونس وليبيا و اليمن وسوريا”، وكشاهد عيان من قلب الحدث على خيانة وعمالة أعداء الله، فقد رأيت وسمعت حينها قيادي سلفي تافه من رعايا الإرهابية في ميدان التحرير، وهو يعتلى منصتة ويُحرض أنصاره على “إحتلال” مبنى الإذاعة والتليفزيون – حسب وصفه البذئ – الذى تمادى فيه حين قال لهم بالحرف الواحد: “لو الجيش تعرض لكم .. إسحقوه”.
لكن بفضل الله تعالي، ثم يقظة أبطال قواتنا المسلحة ومخابراتنا “حورس”، فقد تم السيطرة على الموقف من قلب ميدان التحرير ووسط المتظاهرين، فكانوا يعرفون الشباب البرئ ويتركونهم يُخرجون طاقتهم كيفما يشاءون.. كما كانوا أيضاً يرصدوت ويسجلون كل صغيرة وكبيرة للخونة، سواء أكانت من شباب مثل: ” 6 ابريل والاشتراكيين الثوريين والسلفيين والاخوان وأمثالهم ” ..أو من القيادات السياسية والثقافية والاعلامية التى جندتهم دولا بعينها ومنحتهم أمولاً ضخمة ثمن خيانتهم .
لم يدرك الخائنون أن المخابرات كانت تنسق مع جيشها وشرطتها وشعبها للقيام بواجبها نحو بلدها.. ارجعوا الى طريقة إلقاء القبض على الجاسوس الإسرائيلى “إيلان جرابيل” وسط ملايين المصريين فى محيط الميدان حتى تتأكدوا مما أقوله.. عزيزى القارئ، لقد تطرقت لهذه بمناسبة 6 أكتوبر لعدة أساب، أولاً: حتى تتذكر أجيالنا الحالية والقادمة معني روح التضحية لآبائهم وأجداهم في حرب أكتوبر العظيمة.
ثانيًا: لأصفع بها وجه من ُيصمم على وصف قواتنا المسلحة بــ”العسكر” وكذلك كل من رفع لافتات وكتب شعارات تُسئ إليهم وإلى الرئيس.
ثانياً : لأهنأ نفسى وبلدى بالنصر العظيم الذى حققه جيشنا الباسل بتخطيط سابق من “عبد الناصر ورجاله” وقيادة بطل الحرب والسلام الرئيس الراحل محمد انور السادات على جيش اسرائيل الذ لا يُقهر كما زعم الصهاينة .
ثالثا:ً لأترحم على روح شهدائنا فى كل المعارك التى خاضوها دفاعا عن تراب مصر وكرامة المصريين.
رابعاً: لأنقل للقارئ معلومات من أرشيف وزارة الدفاع الإسرائيلية تضمنت شهادات لقادة وحداتهم وبعض ضباطهم الذين شاركوا في الحرب.
الإعلام الإسرائيلى كشف عن حالة الهلع والتخوف والجبن التى اعترت الجنود الصهاينة خصوصاُ الاحتياط الذين تم استدعائهم لخوض هذه الحرب.. واوضح عقيد يدعى “أمير رؤوبني” قائد الكتيبة 68 التي كان يتشكل معظم مقاتليها من قوات الاحتياط والتابعه للواء “جولاني” بالمنطقة الشمالية في هضبة الجولان المحتلة حالة السخط التى انتابت قواته ضد قيادتهم بسبب مارأوه من بسالة المقاتل المصرى وشراسته.. موضحاً بأن سيناريو الحرب بهذه الضراوة لم يكن متوقعا بالمرة.
وأضاف: تفاجأت في الثانية من ظهر يوم السادس أكتوبر من خلال اتصال لاسلكي يعلن عن بدء قصف الطائرات الحربية المصرية للأهداف الإسرائيلية في سيناء مع مشاهدة للقوات وهي تعبر قناة السويس..حينها صرخ أحد جنودى :لقد جاءوا إلين وسوف يذبحوننا وبعدها انقطع الاتصال وبدأنا نواجه سيلا عارما لا يمكن وصفه من قوات الدفاع الجوي المصري.. هذه شهادة العدو.
فى شهادة أخرى داخل كتاب بعنوان “حياتى” لرئيسة وزراء اسرائيل “جولدمائير” قالت فيه:” لن أكتب عن الحرب- من الناحية العسكرية- فهذا أمر أتركه للآخرين.. ولكنني سأكتب عنها ككارثة ساحقة وكابوس عشته بنفسي.. وسيظل معي باقيًا علي الدوام”؟.
أما موشئ ديان-وزير الدفاع الاسرائيلى- فقال: ان الحرب قد اظهرت اننا لسنا اقوي من المصريين وان هالة التفوق والمبدأ السياسي والعسكري القائل بأن اسرائيل اقوي من العرب وان الهزيمة ستلحق بهم اذا اجترأوا علي بدء الحرب هذا المبدأ لم يثبت. شهادات كثيرة اعترف بها هؤلاء المجرمون تؤكد جميعها عظمة وبسالة وشجاعة المقاتل المصرى.. وقد تجلت كل هذه الصفات فى موقف هذا المقاتل بعد 25 يناير مروراً بــ 30 يونية وحتى اليوم.. فتحية من القلب لقواتنا المسلحة وشرطتنا وشهداء الوطن الذين يضحون بدمائهم وارواحهم حفاظاً على تراب مصر وحماية شعبها.. وأخيراً أبعث بتحيتى لأشقائنا العرب الذين وقفوا بجوار مصر وسوريا فى هذه الحرب المقدسة وعلى رأسهم الملك السعودى ” فيصل بن عبد العزيز” رحمه الله رحمة واسعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *