أخبار عاجلة

علي محمد الشرفاء يكتب… التخطيط.. والتوريط !

سيظل أصحاب المطامع في ثروات العالم العربي يخططون لتدمير مقدراته وإسقاطه ليكون لقمة سهلة لالتهامه والسيطرة على شعوبه والتحكم في استقلالهم، وتسخيرهم  لخدمة أهدافهم الخبيثة التي يعتبرونها مشروعة لهم كي يحافظوا على أمنهم ويتمكنون من سيطرتهم على المنطقة.

والعدو الحقيقي الذى ينام وعيونه مفتوحة، يخاف من كل حركة، ويفزع عند كل موقف قد يتحد فيه العرب ويهددوا أمنه واستقراه، فيبادر العدو اللعين بشن حربًا استباقية لنشر الفتنة، وتحريض الشباب العربي ضد أوطانهم، باسم الديمقراطية تارة، وباسم الحقوق السياسية مرة ثانية، وباسم الغلاء تارة أخرى.

وتكون النتيجة توريط الشعوب العربية، واستدعاء الشباب لاعمال الفوضى من خلال شعارات مُخطط لها في أوطانهم، ومن ثم تتحول هذه الشعارات إلى مطالبات بإسقاط الأنظمة لتعم الأوطان فيثور الناس ويقوموا بتدمير المؤسسات وتكسير المباني العامة وإحراق ما تطاله أيديهم، ولا يعلمون أنهم بذلك ينفذون أجندة دولة العدو الرئيسي لهم فى منطقة الشرق الأوسط (إسرائيل).

فإسرائيل هي الدولة التي اغتصبت وطنا، واحتلت مقدسات العرب، وهي الدولة التي فقد مواطنيها كل ضمير، وتنكروا لرُسلهم وأنبيائهم وكتبهم السماوية التي تدعوهم للسلام، وعدم أكل أموال الناس بالباطل، وعدم استباحة أراض الغير ،وتحريم قتل الأبرياء المطالبين باسترجاع بعض من وطنهم المسروق.

وستظل إسرائيل تستخدم كافة الوسائل غير الأخلاقية دون ضمير واحترام  للقانون الدولي، ضاربة عرض الحائط بكل المناشدات الدولية لتطبيق قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة.

ولكي تحافظ إسرائيل على احتلالها لأرض فلسطين، ستستمر بصرف العيون والعقول عن القضية الرئيسية إلى قضايا أخرى تتجه حولها أنظار العالم والمجتمع العربي والدولي.

وعلى سبيل المثال لا الحصر، لقد نجحت إسرائيل بمساعدة حلفائها في تهدد الأمن القومي العربي، وذلك حين استطاعت تحويل أنظار العرب والمسلمين الى قضية جديدة عبارة عن صراع بين السنة والشيعة، المملكة العربية السعودية تقود السنة في هذا الصراع، والجمهورية الإيرانية تقود الشيعة لتهيىء (إسرائيل) المشهد لصدام بين المسلمين وبعضهم البعض، يستنزفون من خلاله ثرواتهم بأيديهم، ويسقط أبناءهم مضرجين بالدماء!!

وأمام هذا المشهد المأساوي، تقف إسرائيل مستمتعة بمشهد أعدائها وهم يدمرون بعضهم بعضًا ، وينشغلون عن قضاياهم الرئيسية كما حدث في حرب العراق وإيران التي استمرت ثمان سنوات، والكل جلس يشاهد حطام الدولتين وانهيار اقتصادهما، وسقوط عشرات الآلاف من الضحايا الأبرياء، وهو الأمر الذي تسبب في تراجع التنمية والتطور لديهما – على الأقل – إلى خمسون عاماً للوراء، بحيث تظل الدولتان منشغلتان بإعادة تأهيل البنية التحتية وترميم ما دُمر فيهما.

وبهذا السيناريو اللعين، تنصرف إيران والعراق عما يجري من مخططات إجرامية تعدها إسرائيل لتسقط دولاً أخرى من العالم العربي في الوحل والدم، ونرى اليوم فتنة جديد تنجح فيها إسرائيل بإيقاظ بواعث الشر في نفوس الطوائف اللبنانية، وتُرفع الشعارات من كل طائفة ضد الاخرى لاستعادة الحرب الأهلية اللبنانية التي أكلت الأخضر واليابس في سبعينات القرن الماضي، وكان وراءها – بالطبع – إسرائيل التي تكرر اليوم نشر الفتنة نفسها، ليظل لبنان حبيساً في حلقة مظلمة تنخر في عظم الاستقرار، وتشغل اللبنانيين بعضهم ببعض حتى تتمكن إسرائيل من سرقة حقول النفط البحرية المملوكة للشعب اللبناني بالسطو عليه، وتنهب خيراته.

ما سبق ليس كل شئ فعلته إسرائيل، بل نتابعها الآن وهي تخطط  لقضية عربية – عربية جديدة تشغل بها شعوب المنطقة، وتستنزف من خلالها ثرواتهم وتخلق بينهم حالة من الاستسلام، تسبب لهم من خلالها عجزا كليا في التفكير والقدرة على مواجهة الأزمة تلو أخرى، فتنال الحيرة من إيمان شعوبنا، وتنزع منهم إمكانية التكاتف لمواجهة من يخطط لتمزيقهم وتقسيم أوطانهم إلى دويلات صغيرة فاقدة أدني مقومات القوة، ومسلمة أمرها للمجهول، فيسودها اليأس والاكتئاب، ومن ثم ترجعنا تلك الحالة إلى ما قبل الإسلام، حينما كانت تتصارع وتتقاتل القبائل على أتفه الأمور، كما حدث في حرب “داحس والغبراء” بين قبيلتي (عبس وذبيان) في سباق الفروسية، وذلك حين ادعى كل فريق بالغلبة، ولم يقبل الفريق الآخر، فنشبت حرب بينهما واشتركت مع كل فريق قبائل أخرى حليفة.

واستمرت معركة كسر العظام بين القبيلتين لمدة أربعون عاما!!.. فتخيل عزيزي القارئ، كم من القتلى سقط، وكم من الجرحى تُركوا في الصحراء ليلقون حتفهم؟!.. هكذا كنا وهكذا كنا!!، لم يتغير فينا أي شيء، ولَم نقتدى برسولنا الكريم، ولم نتبع أمر الله تعالى لنا وهو يقول سبحانه: (واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا).. ويحذرنا سبحانه:(ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم ).. لقد عصينا أمر الله تعالى فى الدعوة للوحدة، وأهملنا التحذير بعدم التنازع فيما بينا، وأصابتنا الكوارث والمحن، ذلك ما فعلناه بأيدينا مجنبين العقل والحكمة، ومتناسين وشائج الاخوة والشهامة، وضاربين بعرض الحائط وحدة المصير، وفاتحين أبوابنا للثعالب والذئاب لينهبوا ثرواتنا ويدمروا مقدراتنا، مقدمين أوطاننا لهم هدية على طبق من دماء شعوبنا للأعداء والطامعين فينا، وسلام على أمة تاهت بين الخلافات غير المبررة وضاعت فى صراعات بين الاشقاء البررة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *