أخبار عاجلة

ايمان نعمه تكتب… الساعة الأكثر ظلمة تقترب من الشرق الأوسط

الخطط المبرمجة على المنطقة العربية وحالة عدم استقرار المنطقة هي حالة مرحلية من مخطط أكبر والذي يعمل على عدة محاور مختلفة لتحقيق غاياته منها سياسية ومنها اقتصادية ومنها أمنية وعسكرية . حاليا نحن نشهد دخول المنطقة في مرحلة متطورة وخطيرة لأنها قد تتبلور عنها صراعات دول كبرى وقوى عظمى . داخل المخطط الأكبر والذي يتلخص في السيطرة على النفط والغاز وتوزيع الحصص الكبرى بين روسيا والولايات المتحدة الأمريكية ، سيطرة أمريكا على النفط مقابل سيطرة روسيا على الغاز الطبيعي ، وهذه الشراكة الأمريكية الروسية في توزيع المصالح والتواجد العسكري في المنطقة الذي يحمي هذه المصالح شراكة تحكمها المساواة في القدرات العسكرية وتجنب الصراع العسكري بين الطرفين والذي كان قد استبعده بوتين في بداية الصراع في سورية عندما صرح بأنه إن حدث سيكون مدمرا ليس فقط لروسيا وأمريكا لكن للعالم كله ، وهذا تصريح واضح وصريح من الزعيم الروسي بوتين وتبعته تحركات دلت على الإتفاق والشراكة بين البلدين أو القوتين ، داخل هذا المخطط هناك مخططات أصغر تقودها بلدان أخرى لها مصالح مبرمجة أيضا وتتعامل مع الدول العظمى أمريكا وروسيا ضمن المخطط الأكبر لتأمين مصالحها كشريك استراتيجي والأقوى في هذه الناحية والأبرز في الحضور والتخطيط هي إسرائيل وعمليا وتاريخيا إسرائيل شريك استراتيجي ليس فقط لأمريكا بل لروسيا أيضا مما يجعل إسرائيل تحصل على حصة من هذا المخطط . لكن كل هذا يسير ضمن تحرك غير ظاهر لأنهم جميعا باختصار يريدون كتابة التاريخ بأحداث تموه الحقائق على أرض الواقع فكل هذا الدمار وكل هذا السيل من الدماء وكل هذا الفيضان من العنف والاإستقرار لا يريدون له أن يحمل بصماتهم في صفحات التاريخ التي ستقرأها الأجيال القادمة .
وهناك أيضا المخطط الإيراني والذي يعيد الإسم الفارسي والمخطط التركي معتمدا على ما يسميه إرثه العثماني وكل منهما يحاول اللعب على عدة محاور ويحاول الدخول في شراكة استراتيجية ثابتة وقوية مع أي من القوى العظمى معتمدا على موقعه الجيوسياسي وعلى تأثيره الإيديولوجي الديني في المنطقة ، الأول يطرح نفسه ممثلا عن الشيعة والثاني يطرح نفسه ممثلا عن السنة وكل منهما موقع عبور جغرافي هام جدا . لكن هناك ترنح وعدم ثقة في السياسة والوضع التركي خاصة تجعل منه غير قابل للثقة وتحوله إلى أداة كنظام حكم يتم استغلاله في تحقيق غايات أبعد مما يظهر تخدم المخطط الأكبر ثم يتم التخلي عنه في مرحلة لاحقة في تغيير في نهج الخطط .
التطورات المتسارعة في منطقة الشرق الأوسط تدعو إلى القلق وتشير إلى اقتراب الساعة الأكثر ظلمة من الشرق الأوسط وسوف نشهد قريبا انتشارا للتسلح الروسي غير مسبوق في قارة إفريقيا وعلى الأخص في الجانب الغربي من البحر الأحمر والذي يقابله تسلح أمريكي مكثف في الجانب الشرقي من نفس البحر الأحمر قلب الشرق الأوسط وقلب الحدث . تدخل روسيا المنطقة بخطط تحل قضايا وأزمات الدول مقابل تواجدها العسكري على أراضيها وسواحلها ولكن أيضا مقابل حماية مصالحها في الغاز الطبيعي المكتشف أيضا حديثا بكثافة في القارة الإفريقية . وهنا لا بد لنا أن نعود مرة أخرى إلى الحديث عن طريق الحرير الجديد وتقاطعه مع هذا المخطط وكيف سيكون الموقف الصيني ويتبعه الأوروبي من هذه التطورات الهامة التي يشهدها الشرق الأوسط وهل ستتضارب مصالح الدول الحليفة مع بعضها البعض وكيف سيكون وضع تحالف شمال الأطلسي الذي ترى روسيا أن لا حاجة أو مبررا لاستمراره .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *