ابراهيم الصياد يكتب… تحديات القوى الناعمة!

تطوير ماسبيرو حديث الساعة، حيث اصبح أمرا ضروريا حتى يسترد إعلام الدولة مشاهديه والانتقال الى الأفضل فى المحتوى والشكل معا، فقد سئمنا تغيير الألوان والتترات ومللنا وجوها انتهى عمرها الافتراضى ولم تعد عقولنا تقبل الأفكار السطحية أو الفورمات المكررة نريد إعلاما له رؤية يجعل المتلقى يفكر فيما يقال، إعلاما متحررا من سيطرة الإعلان، إعلاما يبهر المتابع ويصقل الفكر ويبعد عن تزييف الوعى ويفتح طريقا بالنور وسط ظلام الجهل.

وكم كنت ارجو قبل التطوير حل مشكلات مبنى ماسبيرو العريق وعدم ترك أولاده فريسة للاحباط ساعدوهم ليستردوا الثقة فى قدراتهم ولن ينجح اى تطوير إلا بتحريره من قيود اللوائح والروتين القاتلة للإبداع لماذا لا تصبح قضية إعلام ماسبيرو من أولويات الحكومة اذا أردتم عودة إعلام الخدمة العامة لأداء دوره فى التنمية والتنوير واعادة بناء الإنسان المصرى وتمسكوا بمقولة (إذا انصلح حال ماسبيرو صلح الإعلام كله) لأن ماسبيرو هو المدرسة الحقيقية للإعلام.. إذاعة منذ عام 1934 وتليفزيون منذ عام 1960 واى تطويرهو إبداع وابتكار من واقع وتاريخ ورؤية للمستقبل.

وهنا تأتى جماليات الصورة أو «الكادر» لتحقق عامل الإبهار الجاذب لاهتمام المتلقين وهذا يتطلب أحدث تقنيات البث الهندسى كيف نطور وهناك بعض القنوات تبث بنظام الصورة القديمة الانالوج أو النظام التناظرى وهو مرحلة ما قبل البث الرقمى الديجيتال؟ رغم تطور تقنيات الصورة الى نظام k4 وهو نظام مرئى دقّتة عالية جداً يسمى أيضاً Ultra HD كما أنه امتداد للنظام المعروف بـ Full HD. ويوفر دقة فيديو 16 ضعفاً ما يصل إليه بيكسل الـHD، وتم اصطلاح تسمية 4K على هذه الدقة لكون البعد الأفقى فيها أقرب ما يمكن لرقم 4000 بيكسل ويستخدم ال 4 K فى بث الاحداث الرياضية وبشكل خاص من خلال الهواتف النقالة.

اما تطوير المحتوى لابد ان يتم وفق فكر سوى وعقل يتسق وقيم وعادات وتقاليد المجتمع ويرتقى باحترافية بالذوق العام! وهنا ننتقل الى قضية اخرى هل اصلاح الذوق العام يتم بقرار اداري؟ لدينا نموذج قرار نقابة الموسيقيين بمنع ما يسمى مطربو المهرجانات هل سينقذ الفنون والموسيقى ويرتقى بالذوق العام؟ كان يمكن ان نستبدل القرار بتطبيق مقولة (العملة الجيدة تطرد العملة الرديئة) وبصراحة لو كان فيه فن راق ما انتشر الفن الردئ.

. وتفشى المهرجانات وغيرها مسئول عنه تدنى الذوق العام والمسئول عن تدنى الذوق العام فشل القوى الناعمة فى الارتقاء به.. اذًا المسألة اكبر من مجرد قرار اداري.

عندما تصبح الكلمات الخارجة امرا طبيعيا فى سياق الحوارات الدرامية وعندما تنتشر صور العنف والقتل بدم بارد وتصبح هى القاعدة فى الدراما والأخبار وحتى ألعاب الأطفال الاليكترونية لا نصدم اذا انهار النسق القيمى فى المجتمع.

ماذا لو اعدنا الاخلاق والمهنية لفنوننا؟ وماذا لو تم فلترة الاصوات الجديدة وتبنى الواعد منها حتى لو كانت من بين مطربى المهرجانات؟ اعتقد ما كانت ستنتشر الاعمال الغنائية الهابطة.. إذًا لن يستطع قرار ادارى للنقابة وحده انقاذ الفن الموسيقى من الاسفاف ولابد من إيقاد شموع التنوير لكى تضىء معالم الطريق كى تحمى الفنون والاداب والدراما والاعلام او القوى الناعمة من الانزلاق الى مستنقع الهبوط!

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *