أخبار عاجلة

ابراهيم الصياد يكتب… ثورة 30 يونيه رؤية مختلفة (2)

في الفترة بين عامي 2011 و2013 تعاملت مع ستة وزراء للاعلام منهم إثنان اود التوقف عندهما قبل استئناف حديثي السابق هما اللواء طارق مهدي الذي اشرف على وزارة الاعلام واتحاد الاذاعة والتليفزيون بتكليف من قبل المجلس الاعلى للقوات المسلحة لمدة 50 يوما فقط عام 2011 لم يغادر خلالها مكتبه وخلق مساحة تفاهم مع العاملين واللواء أحمد انيس الذي تولى وزارة الاعلام عام 2011 و 2012 في حكومة د. الجنزوري منها فترة ثلاثة أشهر اثناء حكم الاخوان واتصور ان نجاح انيس استند الى خبراته السابقة عندما كان رئيسا للشئون المعنوية بالقوات المسلحة ثم كان وكيل أول وزارة الاعلام لسنوات وهو منصب مهمته الاشراف على ديوان الوزارة ويعرف كل كبيرة وصغيرة عن قطاعات مبنى ماسبيرو . نعود الى المرحلة السابقة لبداية حكم الاخوان .
عرضت على اللواء انيس خطة التغطية الاخبارية لانتخابات الرئاسة عام 2012 ووافق عليها حيث اعطينا كل مرشح في المرحلة الأولى نصف ساعة يشرح فيها برنامجه ويقدم فكره المواطنين من خلال برنامج مسجل وتعاملنا بشكل محايد مع الجميع شكلا وموضوعا بمعنى خصصنا ستديو بديكور واحد واضاءة ثابتة لكل المرشحين والتزم المخرج بكادرات واحدة اي سيناريو واحد للبرنامج.
ولم انزل لاستقبال في الاستديو ايا من المرشحين عدا إثنين جاءا الى مكتبي للسلام علي هما د. محمد سليم العوا وحمدين صباحي وهذا الاخير كان زميلا وصديقا لي أيام الدراسة بجامعة القاهرة في السبيعنات .
وفي المرحلة الاولى من الانتخابات حصل أحمد شفيق ومرسي على اعلى الاصوات وكان ضمن خطة التغطية اجراء مناظرة بينهما على الهواء قبيل اجراء انتخابات المرحلة الثانية نتجنب فيها الاخطاء التي وقعت فيها مناظرة عمرو موسى و د. عبد المنعم أبو الفتوح التي انتجتها احدى القنوات الفضائية الخاصة في المرحلة الأولى.
وناقشت مع وزير الاعلام اجراءات التنفيذ ورشح لي الصحفي مصطفى بكري لادارة المناظرة الذي اتصلت به واستقبلته في مكتبي وطلبت منه الاستعداد لاجراء المناظرة وكانت المشكله هي الحصول على موافقة المرشحين مرسي وشفيق والتقيت بوفدين من حملة كل منهما وفد حملة مرسي وهم د. ياسر علي والصحفي محمد عبدالقدوس والصحفي صلاح عبدالمقصود واقنعتهم باجراء المناظرة التي سنوفر لها كل الشروط المهنية ولكنهم تحفظوا على المرشح لادارة المناظرة كما عقدت اجتماعا مماثلا مع وفد حملة شفيق ولم يكونوا شخصيات معروفة وبعد أيام قليلة اتصل بي مسئولا الحملتين وقالا ان شفيق ومرسي رفضا اجراء المناظرة وابلغت وزير الاعلام بما تم .
واجريت المرحلة الثانية من الانتخابات وفاز مرسي على النحو الموضح انفا وادى اليمين الدستورية على مرتين في سابقة جديدة لم نراها من قبل الأولى يوم الجمعة 29 يونية 2012 أمام الجماهير في ميدان التحرير ( غير رسمية) والثانية أمام الجمعية العمومية للمحكمة الدستورية العليا يوم السبت 30 يونيه (رسمية) وتم نقل الحدثين على الهواء ولكن في الأخيرة كان المحيطون بمرسي متوترين فالاتفاق من البداية نقل اداء اليمين عبر اذاعة خارجية هواء ولكن اتصل بي احد اعضاء حملة مرسي وقال مراسم اداء اليمين تذاع مسجلة وانقطع خط الارسال من عربة الاذاعة الخارجية واتصلت بالمخرج ايمن الحبال اخبرني ان مسئولي الامن طلبوا اطفاء الكاميرات وسحب الكابلات وشعرت اننا أمام أزمة بعد ان عرفت من المستشارة تهاني الجبالي ان الجمعية العمومية مصممة على النقل على الهواء.
وبعد مناقشات وشد وجذب تراجع مرسي ومن معه ووافقوا على الاذاعة هواء وقطعنا البرامج ونقلنا مراسم اداء اليمين ولكن فجأة انقطعت الكهرباء وتوتر الجو من جديد ثم عادت الكهرباء التي انقطعت بسبب عطل ما .
وادى الرئيس الجديد اليمين ثم توجه بعده مباشرة الى مكتب الارشاد بالمقطم ماذا حدث بعد ذلك ؟
قرر مرسي ان يوجه أول خطاب للامه بعد فوزه في اول انتخابات رئاسية عقب ثورة 25 يناير وتم تجهيز ستديو 11 في مبنى الاذاعة والتليفزيون لاذاعة خطاب الرئيس الجديد الذي لم يكن فد توجه بعد الى مكتبه بقصر الاتحادية غير ان مرسي طلب ان يلقي خطابه من ستديو المقطم وكان قطاع الهندسة الاذاعية قد اعده لانتاج برامج حوارية حيث فيما يبدو ان مرسي كان في مكتب الارشاد في المقطم .
وعلى الفور تغيرت الخطة و ارسلت طاقم من الاخراج والفنيين لتجهيز الاستديو الذي لم يكن معدا لاذاعة اي خطابات رسمية واضطررت ان ابعث معهم علم مصر الذي كان في مكتبي لوضعه في خلفية الرئيس.
وجاء مرسي وطلب عصير ومياه معدنية ومناديل ورقيه من المخرج قبل الخروج على الهواء.
ثم القى مرسي خطابه الى الامه وبدا واضحا القلق والتوتر في نبرة صوته وكانت المفاجاة ان الخطاب لم يكن موجها للشعب المصري انما كان يخاطب اهله وعشيرتة ويعاهدهم الحفاظ على وحدة الصف وانتهز أول رئيس من الاخوان الفرصة و تهكم في خطابه على فترة العهد الناصري في الستينات وقال الستينات وماادراك ما الستينات !
وهكذا بات جليا انه تلقى التعليمات من المرشد الذي يعتبر الحاكم الحقيقي ولكن من وراء الستار على اي حال ندر بعد ذلك أن تحدث مرسي على الهواء وكان معظم خطاباته مسجلا .
وعشية تولي الاخوان السلطة طلبني اللواء أحمد انيس وزير الاعلام للحضور الى مكتبه بالدور التاسع في مبنى ماسبيرو ووجدت عنده شخصين أعرف احدهما من حملة مرسي د. ياسر علي الذي تولى بعد ذلك منصب المتحدث بإسم الرئاسة أما الاخر كنت اراه للمرة الأولى هو أحمد عبد العاطي من الحملة ايضا وتولى منصب السكرتير الخاص لمرسي .
ومن خلال اللقاء فهمت انهما جاءا يطلعان على السياسة الاعلامية وكيفية التعامل مع الرئاسة في المرحلة المقبلة .
كان علي ودودا يتكلم بهدوء أما عبدالعاطي عكسه تماما متجهما ويتحدث بلهجة آمرة !
وبعد عدة أيام من تسلمه مهام منصبه طلب مرسي عقد لقاء مع إلاعلاميين والصحفيين في مقر الرئاسة بمصر الجديدة وذهبت الى قصر الاتحادية وحاول مرسي ان يكسب كل الأطراف وأدعى انه لم يعد منتميا لتنظيم الاخوان وإن كان سيظل فكره متعاطفا معهم وهذا حقه على حد قوله وطلب من الاعلام الالتزام بنشر الحقائق ابراز الرأي والرأي الاخر .
وكنت اجلس في الصف الاول ولاحظت ان فريق البروتوكول والمراسم لم يتسلم الرئيس الجديد بعد وذلك من خلال ادائه العشوائي وملابسه اذ كان احد ازرار جاكت البدلة مقطوعا !
لكن سرعان ما تركت حالة التفحص هذه وحاولت التركيز فيما يقوله لكن إنتهى الاجتماع وطلب ياسر علي مني شرائط الاجتماع لاطلاع الرئيس عليها وأصبحت عادة مرسي بعد ذلك يتحدث ثم يشاهد نفسه ويطلب عمل مونتاج في بعض اللقطات التي لا تعجبه . ومع مرور الأيام لم يعد خافيا على احد
ان مشكلة الاخوان الحقيقية ظلت عدم الثقة في الاخرين وكانت الخطوة الأولى عندما قرروا انشاء تليفزيون خاص بهم بالتوازي مع التليفزيون المصري الرسمي كيف تم ذلك ؟!
للحديث بقية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *