د.حسن عماد يكتب… العلاقة الجدلية بين الإعلام والتعليم (1-3)

كشف انتشار وباء كورونا(كوفيد-١٩) عن حتمية استخدام تكنولوجيا التعليم عن بعد،سواء باستخدام وسائل الإعلام أو تطبيقات الإنترنت جنبآ إلي جنب مع التعليم التقليدي، وهو ما يستوجب فض العلاقة الشائكة بين الإعلام والتعليم. تعد التنشئة الاجتماعية من خلال وسائل الإعلام ظاهرة غير قابلة للنقض. وكان لانتشار مستحدثات التواصل التكنولوجية الرقمية بشكل متسارع تأثيرها الواضح في المجالين الإعلامي والتربوي، وهو ما يفرض علي الإعلاميين الاضطلاع بمسئوليتهم الاجتماعية حيال النشء والشباب، كما يتعين علي التربويين الوضع في الاعتبار قيمة ووزن الإعلام أثناء ممارستهم للعملية التعليمية. لم يعد هناك مجالآ لتبادل الاتهامات أو إلقاء اللوم من طرف لآخر، وإنما هناك حاجة ملحة لإيجاد نوع من الفهم المتبادل الذي يستهدف الارتقاء بالعملية التعليمية من جانب وتجويد الرسالة الإعلامية من جانب آخر. يجب أن يبدأ التحالف بين الإعلاميين والتربويين بفهم متبادل وعميق للقيم المحددة لكل مجال وبالأنشطة ذات التقدير المتبادل من قبل المشاركين فيها. إلا أن هذه العلاقة تبقي مثيرة للجدل إلي حد بعيد. فالعاملين في مجال الإعلام يدافعون عن حرية الرأي والتعبير ويفضلونها علي الحقوق الأخرى، وكذلك لا يثقون في أي تدخل محتمل في مهامهم وابتكاراتهم. فهم يؤمنون أن الإعلام يستطيع ويجب أن ينقل رسالتهم بكل حرية وبدون ضغوط أو رقابة من التربويين. وتعد حرية التعبير أساسية بالنسبة لتنمية شعور الفرد واستقلاليته، والذي يعد حجر الأساس لالتزامهم. ولكن هذه النظرية تقف أمام مبدأ الالتزام الخاص بالمربين، والذي يهدف إلي تدريس الأطفال والشباب كيفية التحكم في التعبير المتدفق لديهم، والذي يترتب عليه اختيار برامج مناسبة وتحديد آثارها ومخاطرها، وتتمثل السلطة المخولة لهم في تقييم المخاطر، والحق في الخصوصية والسرية والكرامة، وهم يؤمنون أيضآ بأنه يجب مراقبة الإعلام بعناية، حيث يرون أن الآباء والمربين يجب أن تكون لهم كلمتهم المسموعة في مسألة تعرض الأطفال والشباب لوسائل الإعلام.
وللحديث بقية…

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *