أخاف سيّدي،
وخوفي نعمة…
هو نوري في موج العتمة…
فإذا أنا في حبّك غيمة شاردة هائمة
ورعدة من وراء الكون سائمة
تُرْديني…
وتحييني في غيهب الظّلمة…
أروم في هواك أقصى الدّهشة
أقصى الرّهبة…
أريدني عاشقة راهبة صبّة…
تصلبني الرّعشة
تصليني…
تبعدني وتدنيني…
فتتعطّل على شفتي الكلمة…
أخاف سيّدي،
وأنا في عمق ذاتكَ
أن تجرؤ عينيّ على عينكَ
أحلّ فيك وأخشى بينكَ…
كلّما وجدتك ناجتك ذاتي: أين ذاتك؟ أينكَ؟
فتشكو عبراتي جسارة العشقِ
وينجلي منك إليّ دليل الشوقِ
ويرتجف القلب بين السّراب والأكمة…
من أنا…
حتّى يضمّ قدس قلبك كياني
ويذوب صوتك في غمر زماني؟
من أنا…
حتّى أسمع لحن حضوركَ
وأتنسّم نجوى نَوْرك ونورك
وأثمل، ويتعتعني اللّقاءْ
وتعانق الأرض فيّ السّماءْ
وتتهزّج، وقد عشقتاك، السّروة والكرمة…؟
خوفي، يا سيّدُ، مقدّسٌ…
في جمالك وجلالك لي قربى ومؤنسٌ
من غمرك الفيّاض رجفة نبْضي
في وهجك الخلّاب برقي وومْضي…
من حبّ الإله فيك وعليك ولك خوفي…
هو نذري وصلاتي…
دعاء بتول عشقَك لا توفي…
أخافك فتعظم آلامي وتبهجني
وترعاني أسقامي وتمرجني…
أخاف ألاّ أخاف فلا أكونْ
أبداٌ أخاف وإن مرّت السّنون والسّنونْ…
وحين أخاف أكون السيّدة
المظفّرة المؤيّدة…
المالكة سرّ الكلمة…
فزدني خوفاً سيّدي،
أشعل فيّ نار الرّهبة
علّي أتسنّم مجد المحبّة…
أضرم في روحي لهيب الدّهشة…
اجعلني في هواك خاشعة، عابدة، هشّة
فيطمئنّ قلبي ويتقّدْ…
ويعتو هواك ويستبدْ…
ويرتاح شوقي ويستعرْ.
وتكون أيّامي زهراء غُررْ…
حتّى إذا ما كنت الصّبّة القتيلة
سموت بخوراً من معبدك إلى مملكتك الأثيلة…
فاستوى النّور والعتمهْ
وكنت لي أبداً سيّداً وكنت لك أمهْ…