يقاس مستوى التقدم لأي دولة من دول العالم، بمقياس تقدم المستوى التعليمي، وهناك دعوات تنطلق من بعض التربويين والمعلمين في مصر من اجل وضع حد لتدني المستوى التعليمي، وايجاد حلول ناجحة للأوضاع التي يعاني منها التعليم، خاصة بعد ان جاءت مصر في المرتبة الأخيرة لأول مرة في ترتيب مجلة فورين بوليسى الأمريكية من حيث جودة التعليم الأساسي في أحدث تقرير لها بتاريخ 17 أكتوبر 2013، حيث أكدت المجلة تدهور الوضع التعليمي فى مصر، فهناك مجموعة من العوامل تضافرت أدت إلى تأخر العملية التعليمية في مصر وهي :
اولا ً عدم إعداد وتدريب المعلمين الإعداد الجيد أدي إلي عدم امتلاكهم للكفايات التدربيسة اللازمة لأداء أدوارهم المنوطة بهم علي أكمل وجه .
ثانيا : الأسلوب التلقيني الذي يحرص علي التعبئة لا المناقشة، وعلي الحفظ وليس الفهم، وهذا المنهج نفسه هو الذي ينتج لنا – إذا أنتج – خريجاً أقرب إلي الآلة منه إلي الإنسان، وشخصاً مستعداً للعمل كموظف تابع لا كقائد أو صاحب مشروع أو عالم أو مثقف، إذ تغيب إلي حد كبير النزعة الابتكارية والنظرة النقدية.
ثالثاً: بروز النموذج الإداري المتسلط بصورة واسعة، إذ يتم التركيز على شكليات التعليم وتطبيق القوانين والإجراءات على حساب النمو العلمي والمهني للمعلمين في المؤسسة المدرسية وفصل البعد التربوي في عملية التدريس، وتحويل المعلم إلى ناقل للمعلومات وموظف رسمي ينفذ الاجراءات التعليمية والادارية، يضاف الى ذلك قلة الأبنية الصالحة كي تكون مدارس
ولإصلاح التعليم في مصر والنهوض به لابد من الاتي :
• توفير المعلم المربي الذي يسعى إلى تطوير نفسه في المهنة، وتكوين علاقات اجتماعية سليمة مع زملائه، والعمل مع الآخرين في تنفيذ مشروعات مشتركة، والتواصل الفعال مع المجتمع الخارجي لدفع عجلة العملية التعليمية إلى الأمام وهذا لا يتحقق إلا بالاهتمام بالمعلم مادياً وإعداده مهنياً
• إعداد المناهج التي تتضمن أنشطة وخبرات ترتبط بحياة التلاميذ وواقعهم، وتشبع حاجاتهم النفسية والاجتماعية، وتنمي لديهم مهارات التفكير والتواصل الاجتماعي.
• توفير بيئة صفية آمنة ومريحة للتلاميذ تشجعهم على التعبير بحرية عن آرائهم، وتوفر لهم الأدوات والمصادر اللازمة للتعلم الذاتي والاجتماعي، وتحفز لديهم حب المعرفة والاكتشاف والتجريب.
• الاهتمام بمجالس الاباء ، وان يتابع الأبوان المستوى العلمي والتربوي للابناء..
• تنمية الكفايات التكنولوجية للمعلمين حتي يتمكنوا من مواكبة التطورات العلمية والتكنولوجية في هذا العصر.
فنحن امام كارثة كبيرة ، لايمكن حلها من قبل جهة واحدة مهما كانت امكاناتها متعددة ، يجب ان تتعاون مؤسسات المجتمع المدني والصحافة والمثقفون والاكاديميون والمعلمون والمربون، ووزارات التربية واولياء الامور لحل هذه المشكلة،و أول خطوات النجاح أن نثق بأنفسنا وبقدرتنا على التغيير، وان وطننا يستحق ان نوليه كل الحب والاهتمام ، وان نساهم معا في إنقاذ أبنائه من مستقبل يبدو مظلما ،إن لم يسارع الجميع إلى إيجاد الحلول .