ذكرت صحيفة جارديان البريطانية أن وزير الخارجية الأمريكية جون كيري حاول رأب الصدع الذي أصاب العلاقات الأمريكية – المصرية بالإنتقادات التي وجهها لجماعة الإخوان والرئيس المعزول محمد مرسي ، واتهامه للجماعة بسرقة ثورة يناير ومكتسباتها.
وقالت الصحيفة إن تلك الانتقادات تعد المحاولة الثانية لكيري خلال الفترة الماضية لتجاوز ما شاب العلاقات بين واشنطن والقاهرة من شوائب بعد تقليص الأولى لحجم مساعداتها لمصر ، واتجاه الأخيرة لإحياء علاقاتها مع روسيا بشكل رسمي.
وأشارت الصحيفة إلى الكلمة التي وجهها وزير الخارجية الأمريكي لمجموعة من رجال الأعمال أمس الأربعاء ، والتي قال فيها إن الانتفاضة الشعبية في مصر طالبت بالمزيد من الحريات اليومية ، ولم تستهدف توسيع الدور الذي يلعبه الدين في الحياة العامة ، مضيفا أن الشباب الذين احتشدوا في التحرير لم تحركهم دوافع دينية أو آيديولوجية ، ولكن حركتهم آمالهم في الحصول على قسط من التعليم وفرص للعمل ومستقبل أفضل ، والقضاء على الفساد الحكومي الذي حال دون تحقيقهم لتلك التطلعات.
وأضاف كيري “بعد ذلك -ويعني الإطاحة بنظام الرئيس الأسبق حسني مبارك- سرقت الثورة من قبل الجهة الوحيدة الأكثر تنظيما في الدولة ، وهي جماعة الإخوان”.
وأوضحت الجارديان بأن كيري استهدف بتلك التصريحات إرضاء النظام المصري الحالي المدعوم من قبل القوات المسلحة ، والذي أوضح مرارا بأن الإطاحة بجماعة الإخوان أمرا ضروريا للحيلولة دون سقوط البلاد في أيدي المتطرفين دينيا ، والذي أصيب بخيبة أمل من رد الفعل الغربي الفاتر إزاء الإطاحة بمرسي وما تلاه من حملات أمنية قمعية وجهت ضد مؤيديه.
وقالت الصحيفة إن موقف كيري سيثير في المقابل غضب مؤيدي مرسي الذين شاركوا في الثورة التي أطاحت بنظام مبارك ، كما قد تلقى تلك التصريحات رد فعل سلبي من قبل مسئولي البيت الأبيض الذين يرغبون في أن تتخذ الخارجية الأمريكية موقفا أكثر صرامة تجاه الإدارة الحالية في مصر.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول بأن الطرفين المؤيد والمعارض للنظام الحالي ينظرون إلى الولايات المتحدة نظرة غاضبة ، حيث يتهمها كلاهما بالتدخل في الشأن الداخلي لمصر لصالح الطرف الآخر.