لا يخلو امرؤ مهما انحطت درجته فى قومه، وانطفأت فى قلبه نار الغيرة على مصالحهم، أن تجول بخاطره صورة ما يظنه المنفعة لقومه من حيث جمعيتهم او فى شكل ادارتهم، ويرجو ألا تحقق هذه المنفعة العامة التى سيصيبه هو أيضا منها نصيب.
فقد يصيب هذا المسئول أو قد يخطئ. إذا كان قياس المنفعة معروفا، مجمعا عليه. إما والمنفعة أمر اعتبارى صرف ليس حقيقة ثابتة كما يتصور البعض، بل هو ما يحسبه الإنسان نافعا بحسب ما يعتقده، لا بحسب الواقع الذى نعيشه، فلا خلاص لنا من القول مع من يعتقد ذلك فى السلطة الآن: كل منا يعلم حق العلم ما ينفعه وما يلزمه، وكل منا هو دون غيره فى مجاله، الذى يحكم حكما حقيقيا على وجود منفعته، مثل مشروع قانون التظاهر ومشروع مادة المحاكمات العسكرية (الشعب المصرى كله – صاحب المنفعة هنا). ….