نظرة امل :
أقدر تماما المشاعر الجياشة و حب الشعب الجارف للفريق اول عبد الفتاح السيسي ولكن الحب وحده لايكفي حيث يتطلب الظرف التاريخي الذي تمر به مصر رؤية واضحة وتخطيطا مسبقا للمرحلة المقبلة ويتجسد ذلك في برنامج رئاسي محدد خاصة أن من سيتولى زمام الحكم سيتسلم دولة ” عطلانه ” منذ ثلاث سنوات على الأصعدة كافة لاسيما فيما يتعلق بعجلة الإنتاج المتوقفة وفشلت كل الحكومات في دفعها الى الأمام ناهيك أن بعضها وضع العربة امام الحصان إمعانا في التوقف وترجمة لفشله بينما تصور البعض الآخر أن المعونات الخارجية العلاج السحري لحلحلة مشاكلنا وارتكن بعضهم الى منطق أن المهمة مؤقتة وبالتالي أي تخطيط للمستقبل بلا فائدة .
على اي حال يجب الوقوف مساندين لرئيس مصر القادم لعبور الوطن من مرحلة الإنقاذ الى مرحلة التنمية ذلك المفهوم الذي يجب أن يعود الى أدبيات الخطاب الوطني من هنا فان الرئيس أمامه خطتان الأولى لانقاذ الوطن من المشكلات التي ترتبت على توقف دولاب العمل والانتاج فضلا عن انهيار المنظومة الأمنية وتعطل المؤسسات الدستورية بالإضافة الى مشكلات أخرى ترتبت على عام حكم الأخوان وأهمها الإتجار بالدين والوطن لحساب مصالح تنظيم الإخوان الإرهابي الدولي واسقاط مصلحة مصر من حساباتهم ما أدى الى إنهيار حكم الجماعة بثورة الشعب في ال30 من يونية واسترداد ثورة ال25 من يناير المخطوفة والثانية خطة تنمية لاعادة بناء الوطن .
وفي يقيني أن رئيس مصر سوف يعيد ترتيب الأولويات الوطنية لمجابهة التحديات الداخلية والخارجية مع الوضع في الإعتبار ان أطرافا اقليمية و دولية تحرص على إبقاء مصر ضعيفة وغير مؤثرة بسرقة دورها التاريخي في هذه المنطقة من العالم عبر مؤامرة حلف الشيطان ” تركيا اسرائيل قطر الاخوان ” المدعوم من الولايات المتحدة من هنا أرى أن تحديد متغيرات السياسة الداخلية والخارجية من أهم واجبات رئيس مصر القادم وعليه من الضروري ان يحسن اختيار بطانته او المجموعة المعاونة له في صنع القرار واعتقد ان بطانة الرئيسين السابق والاسبق كانتا سببا في فشلهما وان كنت أرى أن معاوني مرسي كانوا أشد وطأة ومساهمة في إفشاله مع نهاية عامه الأول في الحكم لأن ولاءهم كان بالأساس للجماعة ومكتب الإرشاد ولذا كان من الطبيعي بعد فترة وجيزة أن ينعزل مرسي وحكومته عن كل المؤسسات السيادية .
ان دور الحكومة في المرحلة القادمة يجب أن يكون مختلفا عن دورها في السنوات الثلاث الماضية لأنها من المفترض أن تكون حكومة بناء وتنمية ونريد منها ان تتعامل بواقعية مع مشاكل الشارع والمواطن البسيط نريد حكومة تتكون من مزيج من التكنوقراط والساسة حكومة تضع مصالح مصر في المقدمة غير مرتعشه أو متردده و ولا تفكر بمنطق أنها حكومة مؤقتة أو إنتقالية وتجعل من الإعتماد على النفس وتوظيف إمكانات وثروات الوطن منهجا لتنفيذ بقية خارطة المستقبل .
من هنا على المرشح للرئاسة أن يتقدم ببرنامجه وما أجمل ان يكون محاطا بتأييد وحب الجماهير .