فالرجال أنواع ؛ رجل فكر ورجل عمل ورجل قول ، وقل أن يجتمع الفكر مع العمل ، أما اجتماع الفكر والقول والعمل فيكاد يكون ضرباً من ضروب المستحيل لكنه يحدث أحياناً ، ولا يجتمعوا إلا في المبدع والذي علي عاتقه تبني الأمم .
لكن لماذا لا يجتمع في رجل الفكر والعمل ؟
ربما لأن رجل الفكر يسره أن يعلو علي الواقع ويصوغه علي هواه ويقننه في شكل مبادئ وقيم ، أما رجل العمل فيحترم الواقع ويلتزمه فيستخرج من القرش أقصي ما يعطي ومن الإنسان أعظم ما يمنح ومن المادة أكبر ما تحوي ومن الزمان أغني ما يجود به ومن المكان أفضل ما ينطوي عليه
ورجال الأعمال ليسوا طرازاً واحداً فمنهم مؤسسوا الأمم ومنهم مؤسسوا الدول ومنهم مؤسسوا المشروعات كبيرة كانت أو صغيرة .
أما مؤسسوا الأمم فهم في الأغلب والأعم ثوار ، وهم أقرب الي أهل الفكر ، ويغلب عليهم الروحانية وإن كانوا رجال عمل يريدوا أن يضيفوا الي الواقع اشياء جديدة ، هم يجمعوا ولا يفرقوا ، يصبروا علي أذي الناس وسخفهم ، فبناة الأمم رجال أخلاق ومبادئ .
أما مؤسسوا الدول فهم رجال دهاء وحذق يغلب عليهم اقتناص الفرص والمرواغة والمداراة
والصنف الثالث من الرجال هم رجال الأقوال : فهم رجال مفوهون كلامهم يلهم السامع ويلهب الخاطر ويسعد الأذن ويخطف البصر ، يدفعون الجموع الي الاستماته ، يشبهون البوق في الإهابة والرعد في الإخافة والبرق في الإضاءة
فمؤسسوا الأمم هم المبدعين حقاً هم رجال فكر وقول وعمل