إثيوبيا تقوم بمهمة “قذرة”، وتشن حربًا خبيثة ضد مصر والسودان، والإضرار بحق الحياة للشعبين: المصري والسوداني، وخلق حالة من القلق لدى الشعبين على شعوبهم في الحاضر، ومستقبل أجيالهم في حالة منع جريان النيل الذي استمر منذ ملايين السنين حتي اليوم…..!!
وبهذا الأسلوب اللاإنساني، تتكون ظلال من الشك والتشاؤم فيما تقوم به القيادة الإثيوبية غير الشرعية، التي اختطفت السلطة، والتي انتهت شرعيتها هي وحكومتها ورئيسها في شهر أغسطس سنة ٢٠٢٠م، التي كان من المفروض أن تجري فيها انتخابات عامة لكن….
كما استطاعت هذه القيادة، بمشورة عباقرة الغدر والإجرام أن تستخدم فيروس كورونا لتأجيل الانتخابات سنة كاملة، ليستمر آبي أحمد في السلطة حتى يستكمل مهمته المكلف بها دون مراعاة للدستور الإثيوبي والقواعد الدولية المتعارف عليها، بالتزام الحكومات بإجراء الانتخابات العامة وفق الدستور في أوقاتها المحددة، وتلك تعتبر خيانة للدستور وخيانة للشعب الإثيوبي، وهنا يبرز سؤال محير: لماذا تقف مؤسسات حقوق الإنسان في صمت مطبق، وكأنها موافقة على ما جرى ويجري في إثيوبيا واعتراف بشرعية حكومة فاقدة للشرعية……!!
أليس ذلك يعطي مؤشرًا بأن المجتمع الدولي متواطئ مع آبي أحمد لتنفيذ مخطط إجرامي للإضرار بالحقوق المائية التاريخية لمصر والسودان، التي تحميها القواعد والقوانين الدولية وميثاق الأمم المتحدة، ثم تقوم القيادة الإثيوبية – غير الشرعية – بإسكات المعارضة التي تعترض على تأجيل الانتخابات، وتقرر الحكومة غير الشرعية – أيضًا معاقبة شعب تيجراي بقتل الآلآف من أبنائه، وهم جزء من الشعب الإثيوبي، وقيام الجيش الإثيوبي بمعاونة جيش إريتريا باستباحة كل شيء في تيجراي، وارتكابهم أبشع الجرائم ضد حقوق الإنسان ولا يظهر حتى مجرد احتجاج من أمريكا، التي تدعي حماية حقوق الإنسان أو حتى الاتحاد الأوربي الذي أقام القيامة من أجل مواطن روسي اعتقلته الحكومة الروسية بتهمة أنه يسعى نشر الفوضى في الدولة الروسية….!!
كما عقدت الدول الغربية من أجل شخص واحد عدة مؤتمرات وخرجت بعدة ببيانات منددة بالحكومة الروسية، وهنا يحق لنا أن نسأل: أين الضمير الأمريكي، وضمير الاتحاد الأوروبي، وهم يرون بأم أعينهم حكومة تبيد الألاف من أبناء شعبها ليتخذوا موقفًا صارمًا ضد ما ترتكب من جرائم تجاه حقوق الإنسان في اثيوبيا….؟!
وكيف يمكن تفسير تلك المعايير المزدوجة والنفاق الدولي ضد الإنسانية…..؟!، إن عقيدة تلك الدول – حقيقة – تعتمد على ما يحقق مصالحها السياسية، ومن أجل ذلك ليسوا معنيين بمن يقتل، ولو تمت التضحية – في سبيل تحقيق مصالحهم – بعشرات الآلاف من البشر، تشريد الملايين في أصقاع الأرض، كما حدث للعراق وسوريا (الجبهة الشرقية)…..!!
إذن المؤامرة دولية ضد (الجبهة الجنوبية) مصر، وكان ذلك الهدف مخططًا له منذ الحرب الصليبية، عندما تمت هزيمتهم على يد المصريين، واليوم يريدون أن يحققوا انتقامهم من الشعب المصري، لتعطيشه ومنع الماء أساس الحياة عن أبنائه، أي أن النية كانت مبيتة لتنفيذ هذا المخطط منذ هزيمة لويس التاسع وأسره في معركة المنصورة سنة 1250 م للانتقام من الدولة المصرية عن الهزيمة التي منيت بها آخر الحروب الصليبية…..!!
وها نحن اليوم، نرى بداية تنفيذ خطة الغدر وإعلان حرب الوجود على الشعبين: السوداني والمصري، والمقصود منها بالدرجة الأولى الشعب المصري ودولته لتحجيمها وتعطيل خططتها التنموية وتقدمها وبناء جيشها كقوي تحمي سيادة مصر وتحافظ على حقوق شعبها.
إنها حقا حرب “قذرة” تشنها قيادة غير شرعية، لخدمة دول غير شرعية، لتحقيق مآرب شيطانية، وليس لديهم مانع من التضحية بكل الشعب السوداني بالغرق، وبما سيترتب عليه من مضاعفات سد الخيبة من فيضان، ومنع جريان النيل عن مصر مهددًا وجود الحياة لكلا الشعبين….!!
وكنت أتمنى أن تدرك مصر والسودان الأهداف الخبيثة للقيادة غير الشرعية، وغير المؤهلة، وغير الأمينة لقيادة الشعب الإثيوبي لتلعب بمصيره، وتهدد مصير الشعوب المجاورة، خدمة للطغاة واللصوص والقراصنة المستعمرين، وللأسف الشديد، استطاعوا أن يوجهوا مصر إلي قضية الري، والقضية أبعد من ذلك، والمفروض أن يٌنظر لأهداف القيادة الإثيوبية على أنها إعداد لحرب ضد مصر والسودان بقطع المياه عن الدولتين الشقيقتين، وللأسف أيضا لم تؤخذ الأمور كما يجب، حيث كان المفروض أن يتضمن اتفاق اعلان المبادئ في سنة 2015 وقف بناء السد، حيث أن حسن النوايا غير آمن في كل الظروف، وذلك حتى يتم الاتفاق على حل هذه القضية بين الدول الثلاث، وتحقيق مصالح الجميع على أساس من: العدل، واحترام حق الوجود والحياة للشعبين السوداني والمصري، وان حق الحياة يعلوا على كل خطط التنمية، ولا يوجد مبرر في الكون، ولا كل الشرائع الدينية، تسمح باستباحة حق الحياة من أجل توليد الكهرباء…..!!
علمًا بأن دول الخليج، وما لديها من طاقات توليد الكهرباء بعشرات الالاف من الميجاوات، لا تعتمد على أنهار، وليس لديها أصلا أنهار، وكان من الممكن إنشاء محطة كهرباء في أثيوبيا دون الاضطرار لبناء سد الخيبة، الذي قد يؤجج الصراع في المنطقة، ويتسبب في خسائر لأثيوبيا لا يعلم مداها إلا الله تعالي، وكان من الممكن أيضًا تفادي كل التعقيدات والأخطار الناجمة عن هذا السد، وكان من الممكن بقيمة تكاليف بناء السد تستطيع أثيوبيا أن تنشئ محطة توليد كهرباء بأكبر طاقة مضاعفة عما سينتجه السد، ولكن الحقيقة توضح للعالم أمرًا آخر، وهو أن موضوع السد هو قرار سياسي يستهدف تجفيف نهر النيل كما ورد في نبوءة سفر أشعيا الآية 19 وأثيوبيا تقوم بتنفيذ تلك النبؤة ليتحقق للطغاة الانتقام من مصر بعد آلاف السنين منذ أيام موسى – عليه السلام.
إذًا الاستهداف العدواني ضد الشعب المصري لا يحتاج إلى دليل، وكل المعطيات تؤكد النوايا الخبيثة للحكومة الأثيوبية غير الشرعية، ومن يقف خلفها بما يملك من قوة سياسية واختراق قرارات أعتى دول العالم، أن يجعل العالم كله يبارك الخطوة الاثيوبية في تحقيق تلك النبوءة، ولا يهم لمن يقف خلفهم أن تحترق أثيوبيا والسودان ومصر، طالما كان قرار بناء السد يخدم أهدافهم، تلك عقيدتهم وأمانيهم …..!!
ولذلك فان مصر التي تحاصرها الثعابين من مختلف الجهات الجغرافية، من أجل الاطاحة بالجبهة الجنوبية، كما تم اسقاط الجبهة الشرقية (العراق وسوريا) وحاولوا في سنة 2011وفشلوا، وما أثار استغرابي أن تطلب مصر ممن كان خلف مؤامرة 25 يناير خطة وضعتها أمريكا لخلق الفوضى في مصر، واسقاط النظام لتسليم السلطة للإخوان، فكيف بعد ذلك تثق الدولة المصرية بأن تطلب من أمريكا التوسط في حل أزمة سد النهضة بينها وبين إثيوبيا المكلفة بتنفيذ المهمة “القذرة” بموافقة أمريكية ومباركة الدول الغربية…..؟!،
ودلالة على ذلك: أين الموقف الأمريكي ضد ما ارتكبته القيادة غير الشرعية الأثيوبية بدءًا من اختطاف السلطة، وانتهاءًا بارتكاب المجازر ضد الإنسانية في شعب تيجراي….؟!، والأغرب من ذلك كله، أن أمريكا حتى لم تصدر بيان احتجاج ولو على استحياء ضد الحكومة غير الشرعية الأثيوبية، وهذا يكشف المتواطئين مع آبي أحمد، الذي يستند على دعمهم.
إذا فالمطلوب بعد كل هذه السيناريوهات العدائية، هو استدراج مصر إلى فخ بضرب السد، حتى تتكالب عليها الدول الاستعمارية، والتي لا تريد خيرًا لمصر والعرب، والأمر يتطلب حكمة وروية لأبعاد المخطط الشرير ومن خلفه من أعداء الإنسانية.
وفي يقيني أن القيادة المصرية التي صبرت على تصرفات القيادة الاثيوبية عشر سنوات، تدرك تمامًا أبعاد وتفاصيل ما يخطط لها، وأدعو الله ألا تنساق إلى معركة تمت التهيئة والتخطيط لها من قبل الدول العظمي، لتكون شركًا كما حدث عندما تم استدراج مصر في سيناء سنة ١٩٦٧م، وعلى الإخوة المصريين أن يحذروا من الخلايا النائمة، عملاء الاستعمار الذين لا يهمهم دين ولا يخافون الله، هؤلاء الذين ماتت ضمائرهم، وفقدوا الولاء للوطن، ولا يهمهم أمر أشقائهم من الشعب المصري ولا الوطن العربي أن يخرب ويدمر دون أن يرف له جفن أو يحزنون,
واليوم أرى مصر تقف وحدها معتمدة على الله وعلى شعبها وجيشها وشرطتها، ولا تتصور أن يقف معها من تعتبرهم أشقاء كما قال الشاعر: ” فما أكثر الأصحاب حين تعدهم .. ولكنهم في النائبات قليل”، الله ينصر مصر على أعدائها، ويرشد قيادتها لطريق الحق، ويحمي شعبها من مؤامرات الداخل والخارج والله على نصرهم لقدير.