يطرح الدكتور محمد شومان في الفصل الأول من كتابه " مستقبل الإخوان في مصر" أسباب فشل محمد مرسي في حكم مصر، حيث خرج ملايين المصريين إلي الشوارع والساحات للمطالبة بعزله وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، لكنه رفض الإذعان لصوت الشعب مما دفع الشعب والجيش للإطاحة به، ومن بين هذه الأسباب أن مرسي لم يكن رئيسا لكل المصريين، وكان يأتمر بقرارات ورؤية مكتب الإرشاد الإخواني دون مراعاة لثوابت الدولة، وفي مقدمتها الحفاظ علي ثوابت الدولة والوحدة الوطنية ومقتضيات الأمن القومي. لم يكن لدي جماعة الإخوان رؤية واضحة لحكم مصر، ولم تكن قادرة علي تجسيد قيم الحداثة والدولة المدنية. أسفرت ممارسات الجماعة عن تناقضات عديدة مثل الادعاء بأن حكم الإخوان سيقوم علي المشاركة لا المغالبة، والتناقض بين الالتزامات الوطنية والسعي لاستعادة دولة الخلافة، والاستخدام المزدوج للشرعية الثورية والشرعية القانونية، والتسرع في مشروع التمكين أو الأخونة للدولة والمجتمع، والفشل في مواجهة تحديات الأمن القومي في سيناء والسد الإثيوبي. ويعرض الفصل الثاني من الكتاب للرؤية الإخوانية للإعلام والفشل في التأثير علي الرأي العام المصري بعد ثورة ٣٠ يونيو، والاعتماد علي الدعاية وتأويل الحقائق والتلاعب بالعقول. ويستعرض المؤلف في الفصل الثالث مستقبل جماعة الإخوان في مصر، واعتمد في ذلك علي منهجيات الدراسات المستقبلية من خلال طرح أربعة سيناريوهات محتملة والمسارات الفرعية لكل سيناريو باستخدام منهجية تحليل الخطاب النقدي، والمنهج التاريخي. يفترض السيناريو الأول انقسام الكيان التنظيمي لجماعة الإخوان إلي تنظيمين متنافسين يتصارعان علي مشروعية تمثيل الإخوان. ويفترض السيناريو الثاني انهيار جماعة الإخوان بشكل فوضوي واختفاء الجماعة علي المستويين الدعوي والسياسي، ويطرح السيناريو الثالث بقاء الجماعة بشكل رمزي وغير فعال، ويري السيناريو الرابع انقسام الجماعة وتشظيها إلي عدد من الجماعات المتصارعة. ويطرح الفصل الرابع رؤية المؤاف في مواجهة أيديولوجية الإخوان من خلال التأكيد علي مدنية الدولة، وعدم الخلط بين العمل الدعوي والعمل السياسي، وحظر تأسيس أحزاب علي أساس ديني، وترسيخ قيم التعدد والتنوع واحترام الآخر وإعمال العقل، وتعزيز سياسة الدولة في محاربة الفقر وتحقيق التنمية المستدامة لتغيير البيئة الحاضنة التي كانت تنشط فيها جماعة الإخوان وغيرها من جماعات الإسلام السياسي