كثيرون هم المبدعون، لكن الملهمون منهم قليلون، عملة نادرة لا تصدأ مهما طال الزمن، الملهم شخص تجلس اليه لتستلهم الافكار وتستمع اليه لتتعلم كيف تكون مختلفا، وتقرأ له كى تستفز العقول لتبدع
، فى مصر مبدعون وفيها ايضا ملهمون لكنهم لا يعشقون الاضواء ولا يبحثون عن المكاسب، وقتهم للعمل فقط، ابداعهم يسير فى اتجاه واحد هو الوطن، لا يتباهون بعلمهم ولا يتاجرون بابداعهم ولا يزايدون بفكرهم
السفير عبد الرؤوف الريدي واحد من هؤلاء، تاريخه ثرى بالتجارب وحافل بالعمل الوطنى لكنه يمتلك تواضع العظماء وايثار الكرماء، وثراء العلماء، افكاره حاضرة واصراره على النجاح لا يتوقف او يضعف، كلما جلست اليه يحفزنى على الكفاح ، قولته الدائمة، النجاح لا يأتى الا لمن اجتهد وثابر، ولانه يعشق النجاح فلا يكف عن الاجتهاد حتى بعد ان تخطى الثمانين يصر ان يكمل محاربا حتى أخر يوم، يقولها مستمتعا، الموت ليس الرحيل ولكنه التوقف عن العمل،
يعرف السفير الريدى معنى اختلاف الاجيال ويدعم الشباب، وقد كنت واحدا ممن نالوا هذا الدعم دون ان يعرفنى لكنه كما قال لى وجد عندى الرغبة والاصرار على النجاح فقرر ان يكون واحدا من الداعمين لى، غمرني بكرمه ومواقفه النبيلة منذ أن تشرفت بمعرفته وافق على منحى عضوية المجلس المصري للشؤون الخارجية الذي يعد مركز أبحاث ومنبراً مصرياً يمثل المجتمع المدني المصري ويساهم بخبراته في مناقشة قضاياها وتعميق وعي الراي العام بها وتقديم افكاره ومبادراته بشأنها، ويضم نخبةً من المهتمين بالسياسة الخارجية ، سألته لماذا تحمست لى فكان جوابه انه لم يتحمس باسمى وانما لاصرارى . فكان سبباً رئيسا لتواجدي وسط هذه النخبة المميزة من مفكري ومثقفي مصر والاستفادة منهم من خلال الاجتماعات والمناقشات وطوال هذه السنوات كنت دائم الاستفادة من شخصية فريدة في كرمها وطبعها وعلمها وحبها بل وعشقها لمصر فهو الدبلوماسي الذي تعلم من والده عشق العمل العام التطوعي ومساعدة البسطاء من ابناء الشعب العظيم منذ ولادته عام 1932 مرورا بمواقفه الوطنية أثناء عمله سفيرا لمصر في الولايات المتحدة الامريكية ومعركته ودوره الوطني في إلغاء الديون العسكرية على مصر لأمريكا والتى كانت تثقل كاهل الاقتصاد المصرى، في عهد رئاسة بوش الأب، وكيف كان ذلك بداية للإصلاح الاقتصادى فى مصر وهذا وحده كفيل بتكريم السفير الريدي وحصوله على أعلى وسام لما كانت تشكله هذه الديون من عبء ثقيل على مصر .
يحسب للسفير الريدي ايضا أنه صاحب مبادرة إنشاء المجلس المصري للشؤون الخارجية ومكتبات مصر العامة التى يحلم بتحويلها لمكتبات رقمية متاحة لشبابنا على هواتفهم الذكية مقروءة أو مسموعة فى كل أنحاء مصر وعندما عرضت عليه سوزان مبارك رئاسة مجلس ادارة مكتبات مصر العامة وافق بشرط أن يكون متطوعاً وحتى هذه اللحظة لم يتقاضي مليماً واحدا ولكنه يحلم ويتحدث عن مشروع الألف مكتبة وشعار مكتبة لكل مائة ألف مواطن وأن تكون المكتبات منتشرة في كل القرى والنجوع وكان أخر المكتبات هو تدشين مكتبة عزبة البرج وهى المكتبة رقم عشرين فى منظومة مكتبات مصر العامة والتى زارها مؤخرا رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى بعزبة البرج وهي الموطن الاصلي للسفير عبد الرؤوف الريدي ابن دمياط الذي يتحدث دائما أن المكتبات احدثت تغيرا في كل مكان وشكلت مسيرة للتنوير والثقافة لكل ابناء الشعب المصري.
السفير عبد الرؤوف الريدي شخصية نادرة مثقفة وطنية عندما تلتقيه تشعر أنك أمام موسوعه ثقافية وانسان نبيل فعندما نتحدث عن القدوة والعطاء والايثار والشخصية المؤسسية اتحدث عن ابن عزبة البرج السفير عبد الرؤوف الريدي.