عقد المنتدى المصري للإعلام, برئاسة اللواء طارق مهدي, مساء أمس الثلاثاء, الصالون الشهري للمنتدي, والذي دار تحت عنوان “الخطاب الإعلامي المصري إلى العالم الخارجي والمصريين المقيمين في
الخارج”, بحضور الدكتور عصام شرف, رئيس مجلس الوزراء الأسبق, الي جانب أعضاء مجلس أمناء المنتدي المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق, واشاعر الطبيب الدكتور أحمد تيمور, واللواء بحري محمود متولي, وسيدة الاعمال عبير عصام, والكاتب الصحفي سيد زهيري, وكوكبة الرموز الوطنية والمثقفين المفكرين والاعلاميين وأعضاء المنتدى.
بدأ اللقاء بكلمة للواء طارق مهدي, طالب فيها الحضور بقراءة الفاتحة علي روح الإعلامي الكبير حمدي الكنيسي, أحد الأعضاء المؤسسين للمنتدي, مشيرا الي أن مصر فقدت أحد أهم القامات الاعلامية الذي قضي حياته مناضلا لخدمة وطنه و لانتاج رسالة اعلامية راقية, فقد كان أحد أشهر المراسلين الحربيين, وأحد أهم الأصوات الاذاعية التي أثرت في أجيال متعاقبة, الي جانب دوره في انشاء نقابة الاعلاميين, مقدما العزاء لأسرة الفقيد ولأسرة الاعلام المصري.
والقى المستشار عبد المعطي أبو زيد, رئيس قطاع الإعلام الخارجي بالهيئة العامة للاستعلامات, المتحدث الرئيس للقاء محاضرة تحدث فيها عن أهمية الإعلام الخارجي في بناء صورة إيجابية للدولة لدى الرأي العام الدولي الأمر الذي ينعكس في الإقبال على السياحة والاستثمار فيها والتعاطف السياسي مع قضاياها واحترام رعاياها في الخارج، مستعرضاً التجارب الدولية في مجال الإعلام الخارجي منذ الحرب العالمية الثانية حتى اليوم.
وأكد أبو زيد, على الترابط الكبير بين الإعلام الداخلي والخارجي، مشيراً إلى أن ما يقال وينشر ويبث في وسائل الاعلام ووسائط التواصل الاجتماعي داخل مصر يتردد صداه في الإعلام الدولي ويعد مصدراً لكثير مما ينشر عن مصر, مستعرضا جهود الهيئة برئاسة الكاتب الصحفي ضياء رشوان في مجال الاعلام الخارجي ومخاطبة الرأي العام الدولي خاصة من خلال المراسلين الأجانب المعتمدين في مصر، أو من خلال المواقع الألكترونية للهيئة بلغات متعددة أو المطبوعات والدوريات، إضافة إلى الملحقين الإعلاميين بالسفارات المصرية بالخارج الذين تقلص عددهم إلى حد كبير.
وطالب أبو زيد, بضرورة امتلاك مصر وبشكل سريع لمنظومة حديثة ومتقدمة من وسائل الاعلام القادرة فنياً وإعلامياً على مخاطبة الشعوب الأخرى بلغات أجنبية وبمهنية عالية، وبأدوات تكنولوجية حديثة تستطيع الوصول لأكبر قدر من شعوب العالم من خلال قنوات تليفزيونية موجهة وإذاعات ومواقع الكترونية مستشهداً في ذلك بتجارب ناجحة لدول أخرى في هذا المجال مثل ألمانيا وروسيا وفرنسا وغيرها, مضيفا أن مصر من منطلق كونها دولة كبرى بالمعايير الثقافية فإنها في طريقها اليوم لإحياء واستعادة المكانة الثقافية لمصر من خلال دعم الدولة للثقافة بكافة صورها، داعياً إلى مضاعفة دعم الدولة للمشروعات الثقافية الصغيرة والكبيرة على غرار دعم وتمويل المشروعات الانتاجية الصناعية والزراعية، مطالباً بمبادرة "التمويل الثقافي" على غرار مبادرة "”التمويل العقاري”.
وقد تفاعل الحاضرون بقوة مع هذا الطرح حيث أشار الدكتور عصام شرف الي ما يحدث في النطاق الدولي من تسييس الإعلام من جانب الدول الكبرى واستغلاله لأغراض سياسية، مؤكداً أن النجاح في مجال الإعلام الخارجي يبدأ من تطوير الإعلام في الداخل، كما دعا إلى الاهتمام بالمكونات الثلاثة المؤثرة في الهوية الوطنية المصرية وهي: الفنون والتعليم والإعلام.
كما عقب اللواء طارق مهدي مؤكداً أن هدف الندوة ليس البحث عن نقاط القصور، بل البحث عن الحلول والتشجيع عليها خاصة أن المنتدى قد عالج نفس موضوع الخطاب الإعلامي الخارجي في أكثر من ندوة ومحاضرة لأهميته الكبيرة ولطبيعته التي تتطلب تضافر جهود عديدة في مصر للقيام به.
وقد أوضح المحاضر في رده على أسئلة الحاضرين، دور الهيئة العامة للاستعلامات وأدواتها في مجال الإعلام الخارجي مؤكداً أن العديد من المؤسسات الأخرى في الدولة تختص بالكثير من الجوانب في هذا المجال مثل الهيئة الوطنية للإعلام وغيرها، مشيراً إلى أن هيئة الاستعلامات تتعاون مع جهات عديدة لتحقيق رسالتها في المجالين الداخلي والخارجي، وأنها تشهد تطويراً واسعاً في إمكاناتها وأدواتها في الوقت الحالي وتحظى بدعم كبير من الدولة لأداء هذا الدور.