شهد المجال السياسي المصري مرحلة انتقالية بالغة الصعوبة في أعقاب ثورة يناير ٢٠١١، تشابكت فيها التحولات الدولية وسعت بعض الدول إلي الهيمنة علي المنطقة العربية مع التغيرات الداخلية في مشهد زاخر بالتناقضات، حيث اختلط فيه الوافد مع الموروث، والدين مع السياسة، وأسفر في مجمله عن حالة من تغييب الوعي الجمعي. وفي ظل تزييف الوعي استطاعت جماعة الإخوان الإرهابية اعتلاء حكم الوطن بغطاء ديني مزيف وادعاءات مظلومية كاذبة وخادعة. ولولا قدرة المصريين علي استدعاء وعيهم الحقيقي في لحظة تاريخية تمخضت عن تحالف الشعب مع قواته المسلحة وخروجه العظيم في ٣٠ يونيو ٢٠١٣ لاستعادة وعيه الموروث منذ آلاف السنين. بدأت مصر عهدا جديدا من الإصلاح والتنمية المستدامة في ظل قيادة الرئيس عبد الفتاح السيسي، إلا أنها لم تسلم من محاولات عرقلة مسيرة التقدم من خلال التحريض وبث الفتن والشائعات والأكاذيب في ماولة لزعزعة الاستقرار وهدم الدولة، وهو ما دفع العديد من الساسة والخبراء لاختزال المخاطر التي يتعرض لها المجتمع المصري في مصطلح “معركة الوعي” ويتطلب الانتصار في معركة الوعي بذل المزيد من الجهد لتفعيل دور الأحزاب السياسية وتأثيرها علي الساحة الشبابية بوجه خاص، والحد من اهتمام بعض رموز العمل السياسي بالانشغال والتفكير في الأمور الشخصية والتطلعات الفوقية. كذلك نحتاج إلي مزيد من الاهتمام لقضايا الديمقراطية والحريات السياسية، وتقليص الفجوة بين الدولة ومنظمات المجتمع المدني، واستعادة دور الطبقة الوسطي باعتبارها وقود التغيير والحافظة لقيم المجتمع وثوابته.
وللحديث بقية..