مع نهاية كل عام وبداية عام جديد تتجدد فيه الأماني على المستويين الشخصي و العام ولو تحدثت عن أمنيتي العامة للعام الجديد أقول كم أتمنى أن يتغير الإعلام إلى الأفضل والأصدق والأقدر على إعادة بناء الوعي ويعود إليه جمهوره الذي هجره الى نوافذ اخرى !
ودعوني أقول إن التمني حق مشروع لكنه لا يكفي لتحقيق الأماني!
ونحتاج لكي نحقق الأماني الى رؤية واضحة ترصد الخطوات المفترض اتباعها للوصول الى الأهداف المنشودة وحتى أكون موضوعيا سأركز في كلامي على الإعلام العمومي التقليدي ( الاذاعة والتليفزيون) وقد أمضيت عمري فيه ويهمني الحفاظ عليه وعدم التفريط في انجازاته وتقاليده بل في تاريخه الذي أصبح جزءً من وجدان وهوية المصريين بل الأمة العربية بأكملها منذ أن كان التليفزيون يوصف بإنه عربي وليس مصريا فقط ومنذ ان كان صوت العرب يصل لكل العرب من المحيط الى الخليج !
ولعلي أبدأ بسؤال نفسي ماذا تريد من الإعلام في العام الجديد ؟
في الحقيقة ماأريده ليست أمنيات بقدر ماهي وصايا اذا آُخذ بها اعتقد أن إعلامنا سيعبر إلى بر الأمان سأقولها ولعل وعسى ولا املك غير القول ( ياليت قومي يعلمون)!
وهذه هي وصاياي العشر :-
اولا …
يسترد الإعلام استقلاليته وفقا للدستور و يبدو لي من خلال ما يرشح من زملاء المهنة ومن قراءة تحولات المشهد لم يعد الإعلام مستقلا بمعنى ان قراراته على المستويات كافة لاتتخذ بحرية وارادة متخذيها نتيجة فقدان الثقة بين جناحي التوجيه والتنفيذ فاصبحت المستويات الدنيا غير قادرة على التحرك إلا اذا جاءها من يأخذ بيديها !
بالتالي فقدت مرونتها وقدرتها على المناورة والمواءمة ما جعلها عاجزة عن الفعل وأصبحت مجرد رد فعل!
وفي المقابل تواجه تحديات الإعلام الجديد أو السوشال ميديا
ثانيا…
من الضروري ان تحل الهيئة الوطنيه للإعلام مشكلاتها الموروثة من اتحاد الاذاعة والتليفزيون السابق والمستحدثة جراء تراكم المشكلات بلا حلول وأكثر من مرة عند بدء عمل الهيئة الوطنية للاعلام نصحت القائمين عليها وهم زملاء اعزاء قبل الأقدام على أي جديد عليهم هدم التابوه القديم وحل مشكلات ماسبيرو المتراكمة واهمها موضوع الديون المستحقة لبنك الاستثمار القومي وطالبت ايضا اكثر من مرة من البرلمان اصدار تشريع يسقط ديون ماسبيرو لأنها وفوائدها حكومية واذا لم يتيسر ذلك ترد الديون الى اصولها وتوزع على الوزارات والهيئات الحكومية لو اردنا إنصافا!
ثالثا …
من المشكلات الناشئة عدم تمكن العاملين الذين بلغوا سن التقاعد من الحصول على حقوقهم ومتأخراتهم ومن بينها مكافأة نهاية الخدمة بل توفى منهم البعض دون حصوله على مستحقاته وأعتقد أنه يجب التعامل مع هذه المشكلة بواقعية ودون تأجيل يكفي أن هؤلاء الناس أفنوا عمرهم في خدمة إعلام ماسبيرو ومن حقهم أن يحظوا بشئ مادي من التكريم!
رابعا …
اصبح من الأهمية بمكان حصر موارد الهيئة الوطنيه للإعلام وتوجيه عوائدها لحل مشكلاتها الموروثةوالمستجدة ودعوني أتحدث بصراحة هناك موارد ثابتة كفيلة أن تحل مشاكل العاملين لانها موارد ذاتية على سبيل المثال لا الحصر 1) اعلانات راديو النيل
2)اعلانات راديو مصر 3)اعلانات برامج التوك شو مع الشركة المتحدة للإعلام
4) مستحقات الهيئة من محطة نجوم اف ام
5) ارباح الهيئة الوطنية للاعلام من شركة CNE
6) مقابل شارة البث لمباريات كرة القدم وصلاة الجمعة وجولات رئيس الجمهورية
7)ايرادات بيع الإنتاج الدرامى لجميع المحطات التلفزيونيةونصيب الهيئة فى ارباح النايل سات
هذه امثله قليلة لموارد كثيره يمكن اعادة توظيفها بشكل صحيح وستحل التعثر المالي الموجود .
خامسا…
تجديد دماء ماسبيرو وعودة طيوره المهاجره والإستفادة من خبرات رواده في تطوير دوره وٱن الآوان وقف العمل بالقرار الوزاري الخاص بمنع التعيينات الجديدة فيما يتعلق بالوظائف البرامجية مثل المذيعون ومقدمو البرامج والمحررون والمراسلون والمخرجون مع ترشيد الإدارة سنصل الى بدائل تنقذ الإعلام من مشكلاته وعثراته!
سادسا …
وضع استراتيجية اعلامية تستمد منها السياسات التحريرية للوسائط المختلفة مع تفعيل ميثاق الشرف الإعلامي المعتمد والمنشور في الجريدة الرسمية واعتقد ان هذا الامر سيحقق التوازن بين الضرورات الأمنية وتقديم خدمة اعلامية متطورة مواكبة للاحداث
سابعا …
اعتبار وظائف الاعلام التابع للدولة خدميه تقوم على الابداع والتنوع ولهذا اعلام الدولة لا يمكن اعتباره منشأة اقتصادية إلا بعد حل مشكلاته تماما يمكن بعد ذلك التفكير في كيفية هذه الموارد لصالحه من جانبي الانتاج والمستحقات وهنا يمكن ان توفر الدولة ال 220 مليون التي تدفعها شهرياً لمرتبات العاملين !
ثامنا …
أحياء قطاع الانتاج بشكل يعيد الامجاد السابقة من انتاج أعمال درامية ضخمة يمكن تسويقها اقليميا وعالميا بشكل صحيح تبرز فيها الدراما المصرية من جديد !
وارى ذلك موردا مهما يساهم في إنقاذ صورة الاعلام
تاسعا …
الفصل بين تكاليف الانتاج ومستحقات العاملين حيث ان الخلط بينهما يجعل الامور في غير نصابها والمختصون في الشأن المالي يعلمون ذلك لانو النتيجة المتوقعة ان احد الامرين سيتعثر وانا شخصيا لمست ذلك فالمستحقات غالبا ما كانت لاتبقي شيئا لاصلاح ما افسده الزمن من معدات واجهزة وكاميرات
عاشرا …
الحفاظ على تراث ماسبيرو ودعمه من قبل الدولة حيث ان هذا التراث لا يقدر بثمن واتذكر ان الإعلامي الراحل عادل نور الدين كان قد تقدم باقتراح في عام 2009 باعادة تنظيف الافلام والشرائط القديمة في مكتبة التليفزيون المصري ونقلها الى سيديهات للحفاظ عليها وفي الوقت نفسه يجب فتح تحقيق من جديد لمعرفة كيف تسربت مواد اعلامية مهمة من تراث ماسبيرو الى محطات غير مصرية ومن بين هذه المواد أغاني ام كلثوم ومعظم الافلام العربية القديمة الأبيض والاسود ؟
أضف الى كل ما تقدم إن الإعلام يلعب دورا مهما في حياة الشعوب خاصة التي تملك تراثا وحضارة مثل مصر
Ibrahimوأُذكر بدرس علمه الرئيس عبد الفتاح السيسي للإعلاميين عندما قال ( ليس كل من يسمع الحديث يتقبله بالشكل الذى نتوقعه، لأن هناك ثقافات مختلفة ومتنوعةولا يستقبل الناس بنفس الفهم المقصود من الطرح.. وعلى المتحدث أن يراعي الاختلاف ) !
انتهى الدرس .