من المنطقى الاعتماد على حاكم شباب او ثوري. وذلك لأنه فى الحياة المتحولة ثوريا لا قياس على قواعد الامس، لأنه لن يكون غدا كأمس أبدا. أما مفتاح الصواب اليوم، فهو أن نبدأ بهضم هذه الفكرة هضما جيدا، فكرة أننا نتحول، وإذن فنحن نتغير، وإذن فلا حكم لماض على آت. فليس الحل هو تجديد شباب الحكم كما يرى البعض، بل الحل هو حاكم شباب ثوري مستوعب للتغيرات والتحولات الثورية مدرك لأبعاد المرحلة، عالم لمتطلبات الشعب وقادر على استحضار المستقبل لا انتظاره. مفتاح الصواب اليوم هو أن ننظر إلى حالة التحول الثورى هذه من الداخل، لنعيشها ونعانيها.
بل وأقول أن مفتاح العيش فى عصرنا ومعه هو أن ندرك من الأعماق ما معنى أنه عصر التحول الثوري. فلا مجال هنا لأهل الخبرة ولا لأهل الثقة، فهذه المصطلحات قد سقطت فى طريق التحول الثوري، واستحدثت بمصطلحات جديدة تتناسب مع مرحلة التحول الثوري، يجب أن نبحث فيها حتى تتوافر لنا الأدوات اللازمة للتحول الثورى الحقيقي. فالشباب هو صانع هذه المصطلحات وهو مفتاح الصواب فى مرحلة التحول الثورى، وفى دراسة التاريخ عظة وحكمة. وقد يكون هذا هو السبب فى تأخر مرحلة بناء الأمجاد التى تلحق هدم الفساد حيث يجب البحث عن حاكم شباب عسكرى كان او مدنى، وليس تجديد شباب الحكم برجال الماضى، فمن العبث الاستمرار فى تبنى سياسة رتق الثوب سبيلا لبناء مصر الجديدة ان فى مصر رجال فعلوا الكثير فى الاوقات العصيبة ولن ينساهم التاريخ ابدا كلنا يعرفة خير المعرفة. ولن يتم هذا واضحا إلا إذا عرفنا نحن أولا: أننا نتحول من ماذا؟ وإلى ماذا؟ هنا تكمن الإجابة فى أسباب نشوب أى ثورة، وأسباب تحول أى مجتمع من حالة التغير الثورى لهدم الفساد إلى حالة الاستقرار وبناء الأمجاد.