طالب يقتل زميلته وقاض يقتل زوجته وشاب ينتحر من سطح مبنى. وغيرها من الحوادث التي تطالعنا بها يوميا مواقع التواصل الاجتماعي مع التركيز على كل ماهو غير مألوف!.
هل مانراه يعتبر ظاهره جديدة أو مستجده نتيجة التغيرات النفسية والاجتماعية والاقتصادية ( السلبية ) طبعا ؟
اعتقد أن كل هذه السلوكيات المنحرفة عن السياق الطبيعي موجوده في حياتنا من زمن بعيد بنسب مختلفة وتختلف ايضا من مجتمع لآخر اذن ما هو الجديد ..؟
في نظري إن وجود السوشيال ميديا. وسرعة تداول الأخبار عملت نوعا من تسليط الضوء على كل ماهو سيء وشاذ وغريب ! ولكم ان تتخيلوا معي إن لم يكن هناك مواقع تواصل اجتماعي. هل كنتم تسمعون عن كل هذه الاحداث بنفس الوتيرة؟
في نظريات الإتصال الجمعي. التكرار يمهد نهجا للإقناع في ذهنية الجمهور ومن هنا تتسرب الشائعات أو Fake News ونلاحظ أن أغلب وسائل الإعلام التقليدية. اليوم تجعل من السوشيال ميديا مصدرا للأخبار بصرف النظرف عن صدقيتها من عدمه المهم تحقيق مايسمى Trend .وهو مصطلح شائع في الإعلام الاجتماعي. مختلف في ترجمته الى العربية و يعني الإتجاه أو التوجه لكن في السوشيال ميديا الترند. يعني الحدث الأكثر شهرة على كل المنصات مثل الفيس بوك واليوتيوب وتويتر والتيك توك والسناب شات و انستجرام وغيرها!.
ما يعنينا ان الترند هو احد مصائب العصر. لأنه يبحث عن الإنتشار والذيوع فقط .دون تدقيق أما الصدق والامانة في العرض و نقل المعلومة بموضوعية. أمور لم تعد تهم ممن يبحثون عن الترند .فالقاعدة تحقيق الترند وبعد ذلك البحث عن مصداقية الخبر ونلاحظ ان كثيرا من المواقع الاخبارية أصيبت بداء الترند .تنشر خبرا بعنوان زاعق يلفت الأنظار فتدخل الى متن الخبر تكتشف انه لا علاقة البته بين عنوان الخبر ومضمونه.
وهنا نقف أمام امر كارثي! إن الأخبار من هذا النوع تضلل المتلقي وتقدم معلومات غير حقيقية وهناك من يضع في العنوان معلومة تهم المتصفح. وعندنا يبحث عنها يجد نفسه يتوه في كلام مرسل لا معنى له ولدينا نماذج صارخه تدلل على مانقول مثلا في العنوان وفاة فنانه شهيرة في حادث سير .واذا دخلت الى الخبر تكتشف ان العنوان ليس سوى مشهد في فيلم جديد لهذه الفنانه. وقس على هذا أخبار كثيرة من هذا النوع الاخطر استغلال الحوادث المذكوره آنفا في تحقيق الترند بنسج قصص وذكر وقائع لم تحدث !.
في اعتقادي أن هذا المسلك يساهم في تفاقم التأثيرات السلبية على المتلقي بمتابعتة هذه الجرائم على مدار الساعة وإن كنت أرى ايضا ان القضية تحتاج بحوثا متعمقة. من علماء الاجتماع والاطباء النفسيين لتقديم تفسير لهذا السؤال هل نحن أما ظواهر جديدة أم أن الامر في معدله الطبيعي ؟.
خلاصة القول إن التاثيرات السلبية التي تتعرض لها عقولنا هي نتيجة طبيعية للعوالم الإفتراضية .التي أصبحت تغلف فضاءات حياتنا نتيجة التقدم التكنولوجي في وسائل الإتصال وهو سلاح. ذو حدين إيجابي وسلبي وللأسف لم نتعاطى مع الإيجابي بكل انجازاته إنما انصرفنا الى السلبي بكل موبقاته وتلك قضية اخرى.