هناك أسباب كثيرة لإقبال الناس علي متابعة الأخبار في وسائل الإعلام التقليدية والرقمية، منها حب الاستطلاع الغريزي لدي الإنسان في مراقبة البيئة الداخلية والخارجية، والتعرف علي ما يحيط به من أحداث، وكذلك الوعي المتصاعد لدي الجماهير بأن ما يحدث في أي مكان بالعالم له تداعياته بشكل مباشر أو غير مباشر علي حياة الأفراد والمجتمعات ( الحرب الروسية الأوكرانية نموذجا)، فضلا عن حاجة الفرد الغريزية في الشعور بالأمن والطمأنينة، والبعد عن المخاطر، والرغبة في مشاركة الآخرين، والتوحد الاجتماعي، وضغوط الحياة المعاصرة وما تنطوي عليهمن زيادة الشعور بالقلق والتوتر. كل ذلك يجعل الفرد شغوفا بمتابعة الأخبار. ونتيجة الرغبة المحمومة من جانب وسائل الإعلام التقليدية والرقمية في تحقيق السبق بعد احتدام المنافسة، وانفتاح الأسواق، والرغبة في التميز والتفوق، بما ينتج عنه أحيانا عدم توخي الدقة والتأكد من صحة المعلومات. وبالرغم من أن معيار السرعة في نقل الأخبار ، ومعيار دقة المعلومات من بين المعايير الأساسية التي تحقق “القيمة الإخبارية”، إلا أن تغليب أحدهما علي الآخر قد ينتقص من سمعة الوسيلة الإعلامية وقدرتها علي المنافسة.إن إعلام الدولة بمفهومه الشامل يعني الأصالة والرصانة، فهو منصة كل المواطنين لتبادل الأفكار والآراء ، وهو الحامي للقيم والمعايير الاجتماعية، وهو المعني بسد الفجوة بين الأخلاقيات العامة والسلوكيات الخاصة لبعض الأفراد الخارجين عن القيم والأخلاقيات، وهو الأكثر حرصا علي التماسك الاجتماعي ووحدة المجتمع بكل أطيافه، وتقديم النماذج الإيجابية في الحياة العامة والفنون والثقافة والآداب. وللحديث بقية..