أطراف أزمة الحرب الدائرة على الاراضي الأوكرانية “موسكو وكييف” يستخدمان لاول مرة سلاح الجوع منذ اندلاع النزاع الذي شارف على عامه الأول، ولكلا الطرفين أهداف وحسابات من خلال الضغط لانهاء الصراع عبره اذا التقت الأطراف حول طاولة التفاوض وقيل من يربح معركة الحبوب ينتصر في الحرب !
اذن هناك إتجاه يتجاوز القوة السياسية والعسكرية وهو العامل الاقتصادي !
ولهذا يتوقع خبراء اقتصاديون أن تربح روسيا من تعطيل إمدادات الحبوب للضغط عالميا بما يسمح بإنهاء الحرب حيث انها حتى الآن في خانة المنتصر وفي جعبتها الكثير من المكاسب، وحال الجلوس على طاولة التفاوض لإبرام اتفاق سلام ينهي الحرب سيكون لدى الطرف الروسي كروت جيدة يجيد به المناورة للحصول على مغانم كثيرة عندما نتوقف الالة العسكرية !
في الوقت نفسه تدرك أوكرانيا جيدا أنها رابع أكبر مصدر للقمح في العالم وتنتج 42 بالمئة من الإنتاج العالمي من زيت بذور عباد الشمس و16 بالمئة من إنتاج العالم من الذرة و9 بالمئة من إنتاج القمح، وهي أرقام ليست بالهينة في ميزان القوى العالمية، وتسمح لها بإجادة فنون “الكر والفر” في معارك السياسة التي يحكمها الاقتصاد، ومن يمتلك “رغيف الخبز سيملي شروطه” في النهاية هذا ما يفكر فيه الاوكرانيون إذا ما خانتها قواها العسكرية أمام وقع الضربات الروسية الشديدة !
وتبرر موسكو استمرار عمليتها العسكرية في أوكرانيا بانها تعتبر نفسها في حرب ليس مع كييف فقط انما هناك اطراف اخرى تدعم زيلنيسكي بشكل مباشر وغير مباشر !
فقد أنهم تقرير روسي تورط امريكا والناتو في الحرب الروسية الأوكرانية وتزامن هذا مع اجتماع لوزراء دفاع الدول الغربية في مقدمهم وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن الموجود في رامشتاين بألمانيا، لتنسيق مواصلة تقديم المساعدات العسكرية لكييف التي تضم مركبات مصفحة وناقلات جنود وانظمة صواريخ مضادة للطائرات!
ماجعل الرئيس الأوكراني يشيد بالدعم الأمريكي المقدم لكييف المتمثل في مساعدات عسكرية جديدة تبلغ قيمتها 2.5 مليار دولار، زيلينسكي كتب في تغريدة: “شكراً على تزويد أوكرانيا ببرنامج قوي آخر للدعم الدفاعي”.
اذن الحرب الروسية الأوكرانية تدخل عامها الثاني في فبراير القادم وربما تمتد إلا اذا اثمرت عوامل الردع الضاغطة ومن بينها الحبوب في التفكير الى اللجوء لتسوية سياسية تحدد مستقبل هذه المنطقة من العالم !