عطفا على المقال السابق المتعلق بترتيب الاولويات وغرس ثقافة ادارة الازمات نقول .. وقع فجر الاثنين 6 فبراير 2023 زلزال مدمر بلغت قوته 7.9 ريختر المكون من 9 درجات ضرب جنوب تركيا وشمال وغرب سوريا وسؤالنا اليوم كيف يتم التعامل اخباريا في الاعلام مع مثل هذه الاحداث الطارئة التي تعتبر من اكثر الاختبارات مهنية للعاملين في مجال الأخبار وكما قلت في المقال السابق ان اجواء الأزمة اذا غادرت صالة تحرير الأخبار فلن يستطيع فريق العمل من ان يكون على درجة عالية من الاستعداد للتعامل مع الحدث خاصة اذا كان جللا بهذا الشكل حيث هو الزلزال الأعنف منذ عام 1939 الذي تشهده تركيا اذن نحن أمام حدث لم يقع مثيله منذ 84 عاما ومن ثم يجب ان يكون التعاطي الإعلامي مع مستوى ضخامة الحدث والنتائج المترتبه عليه .
اعتقد ان سرعة التغطية هي نقطة الفصل في ادارة الأزمة وتعطى الاولوية هنا لمعرفة حجم الحدث وموقعه وقربه أو بعده عن نقطة بث التغطية اذن وجود مراسلين في موقع الحدث سواء بالاتصال السمعي أو البصري أو من خلال الحصول على المعلومات واعادة توظيفها ونؤكد أن يتم ذلك بتؤده وهدوء وسرعة!
وعلى قائد فريق العمل وهو رئيس التحرير في صالة تحرير الأخبار أن يقوم بتوزيع المهام ويضع خطة متصاعدة للتغطية يتوازى معها خطة بديلة تبدأ من توظيف البيانات الصماء مرئيا ثم تخطيط الاتصال الهاتفي مع شبكة المراسلين وهنا تعطى الاولوية لمراسلي موقع الحدث نفسه وياتي بعد ذلك المراسلون في المناطق المجاورة مع التركيز على محصلة الخسائر بشكل متقارب !
تنتقل التغطية الخبرية بعد ذلك الى مرحلة التغطية التحليلية وهنا لابد يضع فريق العمل يده على قائمة باسماء المحللين والاختصاصين في مجال الزلازل وبحاول ان ينتقل بين تغطية الخبر كلما جد جديد بالاتصال بالمراسل وبين تغطية التحليل !
وعلى فريق العمل التذكير بتسلسل الحدث من آن لآخر على مدار التغطية الحية على الهواء من خلال مواجيز سريعة لاهم الانباء! ويراعي فريق العمل تحديث شريط العناوين اولا باول واتساقة مع الأخبار العاجلة التي ترد !
ومن الضروري متابعة ردود الافعال المحلية و الأقليمية والدولية للحدث على مدار التغطية ولامانع من تقسيم الشاشة جغرافيا لنقل الحدث من كل المناطق المنكوبة!
هذا استعراض موجز لكيفية التعامل المهني اعلاميا مع أزمة وقعت للتو ولاشك ان تطبيق القيم التحريرية في التغطية ضروريا مثل الدقة والمصداقية والتوازن والموضوعية والتنوع !
خلاصة القول لابد أن يعي القائمون على تقديم الخدمات الاخبارية أن هناك منافسين يسعون لتحقيق السبق الإعلامي وتحقيق الانفرادات وبالتالي أي تعتيم أو تجاهل الآحداث وتطوراتها سيحرم مقدم الخدمة من متابعيه الذين سيلجاون الى نوافذ اعلامية آخرى بعد ان يتأكدوا من اخفاقة في سرعة التغطية لحظة أو فور وقوع الزلزال!