إيمانًا منها بأهمية التوعية والتثقيف بالتعليم الفنى باعتباره قاطرة التنمية وسببا لازدهار معظم الدول الصناعية الكبرى ، عقدت جمعية المهندسين المصرية برئاسة المهندس أسامة كمال وزير البترول الأسبق ندوة علمية للمهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق والمساعد السابق لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية حملت بعنوان “التعليم الفني في مصر” وذلك بمقر الجمعية وبحضور غفير من أعضاء الجمعية والشخصيات العامة.
في البداية افتتح المهندس أسامة كمال الندوة مؤكدًا على ان غالبية دول العالم باتت تولي التعليم الفني اهتمامًا كبيرًا باعتباره قاطرة التنمية وأساس التنمية التكنولوجية الحديثة في المجتمعات الحديثة، مشيرا إلى أن للتعليم الفني دورا كبيرا في بناء المجتمعات وتوفير القوى العاملة والكوادر الفنية المدربة لتحقيق التنمية المطلوبة في المجتمع.
تابع كمال : التعليم الفني هو السبيل الحقيقي لتحقيق نهضة حقيقية في المجتمع، منوهًا الى ضرورة تغيير نظرة المجتمع للتعليم الفني وإعطائه أهمية كبرى في العقلية المصرية والقبول المجتمعي، لكي يتوافق مع الاحتياجات الحقيقية لسوق العمل وإعداد الخريجين.
من جانبه قال المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء الأسبق أنه قضى معظم أيام حياته داخل أروقة جمعية المهندسين المصرية ، لافتًا إلى أنه لمس خلال زيارته الأخيرة التطورات الكبيرة التي شهدتها الجمعية مؤخرا على يد المهندس أسامة كمال رئيس الجمعية ، معبرًا عن ثقته الشديدة في القيادة الحالية للجمعية من أجل تحقيق كافة الأهداف التي يصبو إليها جميع مهندسي مصر.
وطالب محلب بضرورة أن يكون هناك مكتبة داخل الجمعية لتوثيق الرسومات والدراسات الخاصة بالمشروعات القومية التي تم إنجازها خلال الفترة الماضية منذ تولي الرئيس السيسي رئاسة البلاد ،والتي شيدت بجهود المهندسين المصريين سواء على مستوى التخطيط والتصميم والتنفيذ، خاصة وأنه من الصعب تكرار تلك الانجازات مره اخرى ، مطالبا أيضًا بضرورة استمرارية الندوات التوعوية التي تحرص الجمعية على انعقادها .
وأوضح محلب أن معظم المشروعات التي تم انجازها مؤخرا تعد بمثابة الإعجاز الذي لن يتكرر والتي بدونها كنا سنعاني من شلل مروري كامل ، ضاربًا أمثلة بمشروعات مثل مشروع حفر قناة السويس، وكوبري تحيا مصر المعلق الذي تم إنجازه خلال ثلاثة أعوام ونصف فقط في حين لا تستطع شركة اجنبية انجازه خلال ستة أعوام ، منوهًا أيضًا الى الطرق الداخلية التي تم انشائها ، وإلى محطة تنقية مياه في العالم بمنطقة بحر البقر ، بالإضافة الى مشروع إقامة وتوفير مليون وحدة سكنية .
ونادى محلب بضرورة إقامة مؤتمر هندسي عالمي داخل مصر يتم خلاله عرض وتسجيل ما شهدته الدولة من إنجازات عملاقة خلال عهد الرئيس السيسي ، حتى لا نعطي فرصة لأحد لكي يمحو او ينكر هذه الإنجازات بعد ذلك .
وأكد مستشار الرئيس السابق للمشروعات القومية على أن التعليم الفني بمثابة طوق النجاة الوحيد من شبح البطالة الذي بات يهددنا طوال الوقت , وايضا عنصر رئيسي مؤثر بطريقة مباشرة على الدخل و الناتج القومي للبلاد ,مؤكدا على ان التعليم الفني يعتبر عنصرا أساسيًا للتنمية الحقيقية باعتباره المصدر الرئيسي لإمداد سوق العمل بعماله فنيه مدربه بدقة ومهارة ,موضحًا ان تطوير التعليم الفني وجودته لا بديل عنه لمجتمع يتطلع لتنمية حقيقية مستدامة في جميع مناحي الأنشطة سواء في الصناعة أو الزراعة أو السياحة أو الخدمات اللوجستية أو الصيانة والتشغيل خاصة في الفترة الحالية التي نشهد خلالها مشروعات جبارة في المدن الذكية الجديدة مما يتطلب عمالة فنية ماهرة في الصيانة والتشغيل
وشدد رئيس الوزراء الأسبق على ضرورة تحسين نظرة المجتمع للتعليم الفني وتقدير هدفه السامي والهام والإعلاء من قيمته ، خاصة وأننا بحاجة كبيرة للعمالة الفنية في مختلف المجالات كالتمريض والفندقه والزراعة والصناعة والسكرتارية .. الخ ، مشيرًا إلى أن هناك العديد من العوامل التي تنعكس على جودة التعليم وتحسين تنافسيته من حيث النظم والمخرجات وتمكن المتدرب والمتعلم من اكتساب المهارات الخاصة بسوق العمل والتطوير المستمر وفقا لاحتياجات خطط التنمية كالاهتمام بالمستوى الثقافي من حيث الصحة والمظهر والثقة بالنفس والإتقان والالتزام بالمواعيد.
وأضاف محلب أنه يجب على الإعلام تسليط الضوء على النماذج الناجحة للعمالة الفنية , لافتا إلى أن دستور عام 2014 سلط الضوء من خلال احدى مواده على التعليم الفني عندما نصت المادة العشرون بالتزام الدولة بتشجيع التعليم الفني والتدريب المهنى وتطويره والتوسع في أنواع التعليم الفني كافة وفقا لمعايير الجودة العالمية وبما يتناسب مع سوق العمل , مشيرا إلى أن التعليم الفني والمهني في مصر يتبع عدد كبير من الجهات وكان لابد من ان يكون هناك وزارة للتعليم الفني تحوي كل هذه المؤسسات .
تابع المساعد السابق لرئيس الجمهورية للمشروعات القومية إن عدم وجود كيان مركزي كمجلس أعلى للتعليم الفني والتدريبي يختص بتنظيم التعليم الفني والتدريب وفرض فلسفة واحدة متكاملة أدى الى غياب الرؤية الشاملة للدولة من أجل تنمية رأس المال البشري لخدمة أهداف التنمية الاقتصادية والاجتماعية للدولة في إطار استدامة هذا التعليم، لافتا إلى ضرورة تطوير مناهج التعليم الفني والمهني في المجالات الأربعة الزراعي والصناعي والتجاري والفندقي وإجراء التعديلات الملائمة في القوانين المنظمة للعمل والتعليم ليصبح أكثر توازناً وضماناً لحقوق العمال.
وفي ختام الندوة قام المهندس اسامة كمال بتكريم المهندس إبراهيم محلب وتسليمه درع الجمعية ومنحه العضوية الفخرية نظير جهوده الكبيرة ومشاركته الفعالة في المشروعات والانجازات التي تشهدها البلاد خلال الفترة الحالية.