إذا الشعب يوما أراد الحياة، فلابد أن يستجيب القدر، ولابد لليل أن ينجلي، ولابد للقيد أن ينكسر. هكذا قال الشاعر التونسي الراحل أبو القاسم الشابي، وهكذا فعل الشعب الفلسطيني العظيم، شعب الجبارين الذي انتفض من خلال منظمات المقاومة ليستعيد الحق المسلوب ويوجه طعنة قاتلة للمحتل الباغي. ظن البعض أن القضية الفلسطينية ذابت واندثرت، ولكن الشعوب لا تموت، قد تعاني فترات من الجمود والاستكانة، ولكن سرعان ما تنتفض وتثور وعلي الباغي تدور الدوائر. لقد شهد العالم الانحياز المطلق من الجانب الأمريكي وأوروبا الغربية لصالح الكيان الصهيوني بذريعة الدفاع عن النفس، وغض البصر عن ممارسة هذا الكيان لأبشع أعمال العنف والقتل والإبادة للمدنيين العزل واستباحة قتل النساء والأطفال بذم بارد مما أدي إلي استشهادوإصابة آلاف الأبرياء ولازالت الإبادة مستمرة، وهو ثمن باهظ ولكنه ضروري من أجل إزالة الاحتلال، هكذا يعلمنا التاريخ. أثبتت الأحداث أكذوبة شعارات حقوق الإنسان التي تتاجر بعا الدول الغربية والمنظمات التي تدور في فلكها، ولم يعترض هؤلاء علي انتهاك القانون الدولي الإنساني من خلال قطع المياه و الكهرباء والغاز والوقود عن السكان المسالمين. أثبتت الأحداث أيضا أكذوبة الإعلام الغربي وانحيازه السافر للجانب المعتدي واختلاق الأكاذيب و بث الشائعات وافتقاد الحد الأدني من الدقة والموضوعية، وهيمنة الصهيونية العالمية علي الإعلام الدولي، ورأينا افتقاد مصداقية الشبكات الأمريكية والبريطانية والفرنسية والألمانية، بل وحتي بعض القنوات العربية للأسف الشديد. إن عملية طوفان الأقصى هي إحياء للقضية الفلسطينية، وجرس إنذار للعالم أجمع بأن هناك شعبا علي استعداد لتقديم كل التضحيات لاسترداد أرضه السليبة ومقدساته التي لا تقبل التفريط، والله غالب .