هكذا تنقضي الأيام، مضي عام علي رحيل الأستاذ الدكتور محمود علم الدين ( ١٩٥٣- ٢٠٢٢) أستاذ الصحافة الشهير في جميع الأقطار العربية. والدكتور محمود هو رفيق الدراسة منذ اليوم الأول لالتحاقنا بكلية الإعلام جامعة القاهرة عام ١٩٧١ وحتي تخرجنا معا ضمن الدفعة الأولي عام ١٩٧٥، ثم تكليفنا للعمل كمعيدين رفقة زملائنا أشرف صالح، وعدلي رضا، وسامي عبد العزيز ثم انخرطنا جميعا لأداء الواجب الوطني كمجندين في إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة، وبعد انتهاء فترة التجنيد عدنا إلي كلية الإعلام لنساهم في تدريس قاعات البحث والتدريبات العملية،فضلا عن استكمال الدراسات العليا لمرحلتي الماجستير والدكتوراه . عرفت الدكتور محمود عن قرب وكان شخصية جادة ، دمث الخلق ،لديه رغبة عارمة في الدراسة والمعرفة لكل جديد في مجال التخصص، خاصة أن دراسة الإعلام تشهد تطورات متلاحقة وتحتاج إلي جهد كبير لملاحقة هذا التطور وإضافته إلي المناهج الدراسية . كان علم الدين شغوفا بالمعرفة والاطلاع علي كل جديد في مجالات التحرير والإخراج الصحفي وتكنولوجيا الصحافة في العصر الرقمي، كان نموذجا للإنسان الراقي المتحضر والباحث المتميزوالمفكر المبدع، وانعكس ذلك بوضوح في جميع كتبه العلمية ودراساته الرصينة التي تسد فراغا كبيرا في مكتبة الدراسات الإعلامي . عاش الدكتور علم الدين في بيئة حاضنة للعلم والإبداع ، فهو زوج الدكتورة ليلي عبد المجيد أستاذة الصحافة الشهيرة وعميدة كلية الإعلام الأسبق، وشقيق المنتج السينمائي المبدع المرحوم محسن علم الدين ، ووالد الدكتورة مروة علم الدين. شغل الدكتور علم الدين العديد من المناصب المهمة منها رئاسة قسم الصحافة بكلية الإعلام ، ووكيل الكلية لشئون البيئة، ووكيل الدراسات العليا، كما تولي رئاسة وعضوية العديد من لجان المجلس الأعلي للجامعات ، والأعلي للصحافة،وكان آخرها عضو مجلس أمناء الحوار الوطني. رحم الله الصديق الحبيب محمود علم الدين.