-و من الهموم ما تضحك:
فقد وصل بنا الحال منذ عدة أشهر لذروة الأزمة و التى تتلخص فى أن كل من هب و دب، بمبرر أو بغير مبرر، يبالغ برفع سعر السلعة ما بين ساعة و الأخرى فى اليوم الواحد بحجة الدولار الخارق الذى يظهر وجهه القبيح مرتين باليوم صباحاً ومساءً.
وتحول الحديث بين أفراد الشعب المصرى إلى ما يشبه الكوميديا السوداء، فبات الكل ينصح الكل بسرعة شراء أى شىء قبل ما يغلا بكره الصبح!
حتى بتلك السلع الزراعية التى تزرع بالأراضى المصرية، والتى ارتبطت بقدرة قادر بالدولار، وباتت حجة المعلمين وتجار الخضراوات والفاكهة.
-ناهيك:
عن وحوش السوق السوداء وأغنياء الحروب وتجار الأزمات الذين استغلوا الظروف، لتزدهر تجارتهم الحرام وتستفحل أطماعهم وتكتظ جيوبهم على حساب حرمان المصريين من حقوقهم فى الحصول على السلع الأساسية، تلك التى باتت فوق ترهق كثيرا قدراتهم المادية.
-أما عن اللصوص:
فحدث ولا حرج، فقد تبين لنا بالأشهر القليلة الماضية أن هناك جيشا جرارا من اللصوص وعديمى الرحمة و الإنسانية و من قبله الضمير.. فمن آن لآخر غير بعيد، يتم القبض على مسؤول هنا وآخر هناك، ممن يفترض أنهم يحمون المواطن من جشع اللصوص، ويوماً بعد يوم يتم الكشف عن أطنان من السلع الغذائية المكدسة لتعطيش الأسواق ورفع الأسعار التى لم تعد تحتمل المزيد.
-وبالنسبة لبعص وسائل الإعلام، فقد فاقت أكاذيبهم حدود المنطق، وأطاحت بالمصداقية لتنتبذ ركناً خفياً، فقد قرأت بعدة مواقع صحفية من المفترض أنها ذات حيثية وبعض المصداقية، بعدما بدأ سعر الدولار بالسوق السوداء ينخفض بمعدل معقول مقارنة بذى قبل بعد مشروع تطوير رأس الحكمة، أن هناك خمسين سلعة قد انهارت أسعارها.
وعندما سعدت بالخبر وسارعت بقراءة التفاصيل، وجدت أنها مجرد مزحة، فقد تحدث هؤلاء عن انخفاض يقدر بالقروش أو الجنيهات بحد أقصى جنيهين للسلعة، تلك التى تضاعف سعرها بحجة هذا الدولار عشرات وربما مئات الجنيهات!
وهل يعقل أنه عندما يبدأ سعر الدولار بالانخفاض تدريجياً أمام الجنيه بعد خطوات من الإصلاحات الاقتصادية والصفقات الهامة التى تسعى إليها الدولة فى محاولة للحد من تفاقم الأزمة، أنه بليلة وضحاها ستنخفض أسعار السلع؟
فلابد أن يكون هناك انخفاض تدريجياً يصاحبه رقابة مشددة وعقوبات رادعة من قبل الحكومة لكل من يتشبث بالأطماع ويأبى أن يعود خطوة للخلف.
اللهم اكفنا وبلادنا شر كيد الكائدين وأطماع الطامعين.