لمْ يأتِ بجديد . لكنه أثار بعض أمنيات وآراء تناولناها بالنَّشرِ وكانت أيضاً رغبات الكثيرين كلما قُورِنَ التعليم الحالي بالتعليم قديماً . فانضباط الحضور والالتزام داخل المدرسة من كافة المتواجدين مع تعليم متطوِّر وجيد يُغْنِي عن الدروس الخصوصية والتي (ستستمر للضرورة لمن يرغب فهي كالعلاج الخاص ) ويكونُ للعلوم الإنسانية كالتربية الدينية ، والتربية الوطنية ، والعسكرية ، والتاريخ والجغرافيا ، وعلم النفس والفلسفة إهتماماً لا يقل عن العلوم الأخرى . فالعلوم الإنسانية هي الأساس والقاعدة التي تُبْني عليها كافةِ العلوم . كذلك عودة الأنشطة المُتنوِّعة لتحسين علاقة التلاميذ بالمدرسة وتنمية مهاراتهم كل هذه عوامل هامة أنْجَبت قديماً علماء وباحثين في شتى المجالات بتعليمٍ مجانيٍ عالي الجودة تَمَتَّعَ فيهِ المُعلِّم بعظيم هيبةٍ وجمالِ هيئة فاستحق أن يُقال عنه آنذاك ” كادَ المُعلِّم أن يكونَ رسولا ” .
وإن كان برنامج الوزارة الجديد يُدخِلُ بعض التعديلات الطفيفة في مُقرَّرِ كُلِ مرحلةٍ بما يخفف عن التلاميذ في سن الطفولة ويرفع عن كاهل الأسرة بعض التكلفة فهذا أمر محمود شريطة أن تُسهِمُ هذه التعديلات في إنقاذ ما تبقَّى من تعليم تآكل وتسَطَّح فخَلَّفَ جيلاً أقرب للأميِّة قراءةً وكتابة . رَفَعَوا فيه من تولوه شعار التَخَلِّي عن الحِفْظ والاهتمام بالفَهْم وتغيير أنظمة الامتحانات فكانت النتيجة زيادةَ الغِش الجَماعي والعلني بكل الطُرُق فلا حَفِظَ ولا فَهِمَ علوماً بل حَفِظَ الأغاني وأفلام البلطجة ، وساعده في ذلك بقدر كبير ما أصبح في حوزته من أجهزة ” التابليت” إذ لم يكن مؤهلاً للتعامل معها والتي أتاحت له ( بتعديل في برمجته ) مشاهدة كثير من المواقع الإباحية والألعاب المُهْدِرة للوقت المُفْسِدة للميول والأفكار ( حتى وإن أفاد القلة من التلاميذ ) ، جيلٌ أغلبه لا يعرف أسماء الشهور الهِجرية وربما و
الميلادية ولايتَذَكَّر أسماء خَمْس محافظات مِصريَّة . ويجهلُ كثيراً مما لا ينبغي أن يجهله كحِفظ وفَهْم بعض آيات القرآن الكريم ( للتلميذ المُسْلِم ) فبتطبيق التعاليم الدينية يتعايش أفراد المجتمع في إخاءٍ وتكافل مما يزيد تماسك المجتمع .
كما نرجو من السيد الوزير الاهتمام بالكتاب المَدْرَسي شكلاً ومحتوىً ولايتأخَّر في طباعتهِ وتسليمهِ في موعده حتى لا يضيع الوقت دون دراسة فِعلية . وليكن الهدف إعادة التعليم إلى المدرسة ليعود تعليمنا العظيم الذي افتَقَدناه . بل أفْقِدناه عمداً .