شهد أواخر شهر فبراير المنصرم عودة جديد وقوية لسيمنار التاريخ الإسلامى والوسيط بكلية الآداب جامعة عين شمس بعد انقطاع دام سنين عددا من الزمان
كان للأستاذ الدكتور طارق منصور أستاذ تاريخ العصور الوسطى بكلية الآداب جامعة عين شمس دور كبير فى العمل على إعادة هذا اللقاء العلمى الذى لطالما نهلنا من معينه ونهل معنا الكثير من أبناء الجامعات المصرية.
لقد عاد هذا اللقاء بقوة كما قلت من قبل وليس أدل على ذلك من مباركة السيد العميد والسادة الوكلاء لهذه العودة المباركة ، ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل ساهمت إدارة الكلية بتوفير قاعة المؤتمرات مجانا للقاء ، وهو ما لم يكن يحدث من قبل دون دفع المقرر المادى لمن يستغلها .
قدم اللقاء الأول لهذا المنتدى ( بعد تعديل اسمه ) الأستاذ الدكتور إسحاق تاوضروس عبيد عميد مؤرخى العصور الوسطى هذا الرجل العملاق الذى نجح فى تأسيس مدرسة علمية بحق عمدها بالخلال والفضائل والبعد عن التعصب والشطط ، بمجرد أن رقبته بعيناى وسمعته بأذناى ذكرنى بتسعينيات القرن العشرين أيام كان يدرس لنا مادة النصوص التاريخية باللغة الإنجليزية فى السنة التمهيدية للماجستير ، وكنت أتعجب وقتها وهو يترضى عن سيدنا عمر بن الخطاب ، ويتحدث بأدب جم واحترام عن رسول الإسلام وعن القرآن … نفس الأمر هو هو بعينه بعد مرور ما يقرب من عشرين عاما من الزمان وجدته ينأى بنفسه عن العصبية ويصف ترجمة يوحنا الدمشقى للقرآن الكريم بالمغلوطة وبأنها تنم عن قصور فى الفهم لأن كلام الله أعظم من أن يحيط به أحد ، كما وصف يوحنا ذاته بالدجل ، وذلك فى تعليقه على بحث الأستاذ الدكتور طارق منصور وهو أول بحث تم طرحه فى اللقاء وكان حول الترجمة اليونانية للقرآن الكريم فى القرن التاسع الميلادى ( الجزء الثلاثون أنموذجا) ، والذى يعد بحق كشفا علميا مزهلا ، إذ هو البحث الثانى فى هذا الموضوع على مستوى العالم ، وقد أمتعنا جميعا بما فيه من مادة علمية رائعة وطرح مميز أعاد إلى ذاكرتنا نفس الطريقة والاسلوب المميز الذى كان عليه الراحل الأستاذ الدكتور رأفت عبدالحميد.
قدم البحث الثانى صاحبنا الدكتور محمد فوزى رحيل مدرس تاريخ العصور الوسطى وأحد الباحثين النابهين ، وكان حول الشيخ ” خضر المهرانى …شيخ الظاهر بيبرس ” ، وقد تألق صاحبنا فى طرحه بطريقة راقت للسادة الحضور وأفادنا بالكثير من المعلومات الجديدة عن الشيخ خضر ونبوءاته فضلا عن أفعاله الجريئة ، وموقفه من اليهود والنصارى ، ومن حريم السلطان وهى الأمور التى جلبت عليه المصائب بعد ان كان مكينا عند السلطان فصدر الأمر بقتله ثم خفف بالاعتقال بعد أن أخبر الشيخ خضر الظاهر بيبرس أنه حال وفاته سيموت السلطان بعده بعشرين يوما وهو ما وقع بالفعل .
وجاء البحث الثالث للأستاذ أحمد حمدى -باحث دكتوراة بكلية الآداب جامعة عين شمس – عن ” مفهوم الزواج فى انجلترا زمن أسرة البلانتجنت ” .
وكان من جملة الحضور الأستاذة الدكتورة محاسن الوقاد رئيسة قسم التاريخ صاحبة المآثر الفاضلة والسعى المحمود ، وثلة من الباحثين النابهين من جامعات مصر المختلفة .
وقد شارك فى المناقشات عقب طرح البحوث كل من السادة الدكتور عبدالعزيز رمضان أستاذ تاريخ العصور الوسطى المساعد بآداب عين شمس والصاحب والصديق ، والدكتور سند عبدالفتاح أستاذ التاريخ الإسلامى المساعد بآداب عين شمس والصاحب والصديق ، والدكتورة فازليكى الأستاذة اليونانية والخبيرة فى الدراسات اليونانية ، والعبد الفقير إلى عفو ربه.