يومان وتنتهي (المحاكمة) على مسرح ميامي

 

انعقدت اول امس ندوة نقدية لمناقشة العرض المسرحي” المحاكمة” عن نص ميراث الريح على مسرح ميامى ، فما بين الفصحى والعامية وما بين الرجعية والتفكير والراديكالية والعلمانية  تدور مسرحية  (المحاكمة) عن محاكمة احد المدرسين نتيجة تعليمه الطلاب بعض الافكار عن الكون بشكل فلسفي لم يذكر قبل ذلك في معتقدات والكتب المنزلة لاهل قريته فنرى في المحاكمة (السيد الفاضل) المرشح الرئاسي والذي يمثل الرجعية ويشبه كثيرا سليم العوا والذي يؤمن بان ماروثته عن ابي هو خير لي وكفاية ، والناحية الاخرى محامي المتهم (الاستاذ الموقر ) المتفتح المفكر ويشبه كثيرا ابراهيم عيسى والذي ينتصر في نهاية المحاكمة لانه يتبع المثل القائل من يكدر بيته يرث الريح ، كل ذلك في ظل قاضي ومجموعة محلفين من الشعب منهم : القرداتي وبياع الكتب المقدسة والتسالي والشحاذ ، ومرجعية رجل دين مرشد اهل القرية .

 أدار الندوة الناقد / أحمد خميس بالاشتراك مع الناقد / خالد رسلان والناقد / محمد مسعد ، بحضور كلا من مخرج العرض المسرحي / طارق الدويرى ، والفنان / اشرف عبد الغفور والفنان / احمد فؤاد سليم أبطال العرض المسرحي و الفنان / خالد الذهبى – مدير فرقة المسرح القومى -.

بدأت الندوة بكلمة الفنان / خالد الذهبى الذى أشاد بالعرض المسرحي والمجهود المبذول فيه و عن مناقشة الندوة  للايجابيات والسلبيات بالنسبة للعرض المسرحى .

وقال الناقد المسرحي / أحمد خميس :إن عرض ” المحاكمة” هو أحد أهم العروض المسرحية لأن لديه فكر متطور واحتكاك حقيقى بالمجتمع والاحداث التى تمر بها البلد ، وربما بعد الثورة مررنا بعروض مسرحية عديدة تناقش الثورة وأسبابها وما بعدها ولكنها ليس لديها احتكاك حقيقى بما يجرى على المستوى الملموس ولكنها تناقش الحالة خارجيا فقط ، ولكن هذه المرة نرى مستوى متحضر إلى شكل كبير واحترافى ويقوم المخرج هنا فى هذا العرض على كيفية تضمين السينما داخل المسرح واعتبارهم كيان واحد ويوضح أهمية السينما فى نسيج العرض المسرحي ، وواضح تماما وعى المخرج بكل تفاصيل تقنية السينما وتوظيفها جيدا داخل سياق العرض المسرحي ، حيث استطاع ببساطة شديدة ان ينقل لنا صورة رجل الفكر ورجل الرجعية الذى يلعبهما الفنان / احمد فؤاد سليم والفنان / اشرف عبد الغفور ومن خلال تضمين السينما فى المسرح الذى يوضح صورة الشخصيات بكل تفاصيلها.

بينما اكد خالد رسلان – الناقد المسرحي – ان استخدام السينما له خصوصية شديدة فى هذا العرض بالتحديد فكرة ان يتم توظيف هذه السينما بشكل صحيح وهذا محقق تماما فى هذا العرض ، ونجح المخرج فى توصيله وخصوصا فى استخدامه للقرص الدوار لتعدد المنظور كاستخدام كاميرا السينما .

والاستخدام الواعى الثانى فكرة المونتاج وتتابع اللقطات والاحداث ، والمونتاج هنا ايضا مونتاج تفسيرى يعمق الحدث اكثر من انه يعمق تتابع الحكاية وذلك من خلال استخدام تقنية السينما البعد الحدثية .

وأضاف أتمنى ألا يعوق هذه التجربة  شئ فى أن تتنقل الى  اكثر من مكان وتعرض فى العديد من المهرجانات.

اما الناقد / محمد مسعد قال : ان متابعته للعرض لأول مرة جعلتنه يشعر كأنه نوع من أنواع المقالات وانها حاملة لفكر معين ، وان العرض يحاول توصيل تأكيد المخرج على تواجده هنا وهنا و فى اكثر من عنصر من عناصر هذا العرض المسرحي ، وأن شخصية رجل السياسة الرجعي وشخصية رجل الفكر ” السيد الفاضل والاستاذ الموقر ” والعلاقة ما بينهم طوال الوقت وكيفية لجوء المخرج للصوت الحى  وانتقاله إلى الصوت المسجل ، وكذلك التعامل مع الجمهور يعتبر استطراد او محاولة للتفكير بشكل مختلف ويمكن يكون هذا متحقق فى الديكور وفى السينوغرافيا أو المساحة التى يتم تشكيلها أكثر من مرة وكيفية تشكيل المخرج للفراغ داخل العرض المسرحي  ، والمعادلة بين البطلين وحالة الشد والجذب التى كانت بينهم.

وقد صرح د. هاشم توفيق – استاذ بقسم المسرح بكلية الآداب جامعة حلوان – : أن طارق الدويرى قدم عرض سينوغرافى سياسى  وكان العرض يتفاوت بيت الثابت والمتغير.

وقال طارق الدويرى مخرج العرض : أحيل كل المجهود ونجاح العرض على فريق العمل الذى يعمل معى وأحيله ايضا على ادارة المسرح القومى ووقوفهم بجانبى وتشجعيهم وسعيهم لاكتماله وعرضه على مسرح ميامى، بعد سنة ونصف من البروفات ، وأوجه كل شكرى وتقديرى الى الفنان / اشرف عبد الغفور والفنان / احمد فؤاد سليم الذى سعدت بالعمل معهم واستفادتى منهم واستفادتهم منى .

وتحدث الفنان / اشرف عبد الغفور فى نهاية الندوة وقال انا سعدت وشرفت بأننى عملت مع كبار المسرح المصرى وما قدمته خلال مشوارى الفني على خشبة المسرح ، ولكن تجربتى مع طارق الدويرى كانت مختلفة كل الاختلاف اثناء البروفات معه على خشبة المسرح ولكنى أأكد على نقطة بداية مع المخرج / طارق الدويرى وأعتقد ان طارق الدويرى هو أول نقطة مضيئة ظهرت يعد ثورتين مروا بنا

وأأكد إن مع كل هذا الشكروالانبهار بالعرض بتضمين السينما مع المسرح الذى عمل عليها طارق الدويرى ، ولكنها تعد تجربة “غير مكتملة ” بالنسبة لوعى وجهد طارق الدويرى

وقال الفنان / عماد الراهب : مسرحية المحاكمة  كانت معمولة للاخوان مخصوص وهي بتدور حول الصراع بين الراديكاليين والمتحررين وهي عن نص انجليزي اسمه (ميراث الريح) ولما اتمصر ، طارق دويري المخرج اسماه (المحاكمة) وانا بجسد شخصية صحفي من معسكر المتحررين اسمه ب . ك . او بك والذي يحاول مساعدة البطل في اظهار براءته من تهمة الكفر بالمقدسات الدينية

يذكر ان عرض المحاكمة المحاكمة “عن نص “ميراث الريح” تأليف : جيروم لورانس و روبرت إي لي ، ، هو من انتاج المسرح القومى ، و واخر عرض له  يومي الاربعاء والخميس القادم فقط على خشبة مسرح ميامى التاسعة مساءا ، العرض من بطولة : أشرف عبد الغفور ، أحمد فؤاد سليم ، عماد الراهب ، سلمي الديب ، سامح فكري ، حماده شوشه ، وياسمين عبد العال وعاصم رأفت وعازف الاكورديون / سالم عسر ومجموعة من الشباب،. إعداد موسيقى / تامر كروان ، وكيريو جراف / ضياء ومحمد ، وديكور / محمد جابر ، وإضاءة أبو بكر الشريف ، وإخراج / طارق الدويري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *