جريدة أحوال مصر
مثل هذا المرائى بكل معنى الكلمة، يكون فى الحاشية قائلا بوجوب فناء الأمة فى شخص صاحب السلطة، وعند المستشارين واصفا لكتاب الجرائد بالمجانين، إلا أن مثل هذا مع الاباحيين إباحي، ومع الورعين المتحرجين هو بن عباس بعينه وما دينه إلا العمل بعموم المثل السائر على اطلاقه شرط المرافقة الموافقة موافقة تعيسة، ليست مسببة عن إحسان المحبة للوطن بل للحاكم القادم بصرف النظر من هو حتى) وإن ضرته، ولا هى مسببة عن الاقتناع برأى الغير والمصلحة المنتظرة، ولكنها مسببة عن استهانة المرء بنفسه قبل وطنه ورياء للحاكم القادم، والنزول عن شخصيته، لينال من وراء ذلك كرامة فى الوقت المناسب، وهيهات أن يكون لمن يهين نفسه كرامة عند الناس. هذه الرزيلة، رزيلة الرياء التى شهدناها من بعض مرضى التقرب للحكم فى الفترة الاخيرة مع اقتراب انتخابات الرئاسة، حتى وصل الامر الى مستوى الأغانى (تذكروا اخترناه يوم ما عبر وقلوبنا معاه)، يستخدمها كرياء بعض الصغار وسيلة للنجاح فى الحياة. وهى فى الحقيقة وسيلة كانت ومازالت نافعة فى البلاد الاستبدادية التى يتوقف نجاح الفرد فيها على ارضاء السلطة وأعوانها، وأنه لا شيء يرضى السلطان إلا العبادة، وما الرياء إلا انهيار للمبادئ وللرجولة وللوطنية، ولغة يجب ان تحذف من قاموس الوطن الثورى الناضج، بعد يناير 2011 ويونيو 2013
