ان فى مصر حتى اليوم ضربا من ضروب العبادة كالذى يرضى بأن يبيع نفسه عبدا ليشترى بثمنها قوتا يعيش به، استبعد عليه أن يكون على الصورة التى خلقه الله عليها. وما مثل هذا النجاح بريائه إلا كمثل الذى ينجح فى الحصول على الثروة عن طريق السرقة وما اكثرهم فى مصر، فبئست الوسيلة وبئست الغاية، فهم بلا عدد، وسجدوا لكل حاكم فيمن سجد، ثم اختلفوا فيهم، فمنهم من أحبهم فى الحكم وأنكرهم بعد الرحيل، وذلك أهل النفاق، ومنهم من أحبهم فى الحكم ولاذ بهم بعد الرحيل، وذلك هم أهل الشفقة، لهم فى كل زمان رأس يبدلون أقوالهم وأفعالهم مع كل رأس، يفعلون اليوم وينكرون غدا، ينكرون اليوم ويفعلون غدا، ملعونة أفعالهم، ملعونة أقوالهم، أمس واليوم وغدا، نحن نعرفكم جيدا أنتم كنتم. معهم اسقطوا أقنعة النفاق وبدلوا من سنتكم يغير الله من أمركم رشدا. إن مصر الآن يجب ان ترفض كل صور الرياء ومذهب الموافقة والمرافقة للحاكم القادم، إن مصر مجتمع المنتجين تحتاج إلى كل يد تعمل على بنائها، والسلطة بكل أشكالها يجب أن تترفع عن تلك الصغائر فلسنا فى حاجة إلى إهدار طاقتها وطاقتنا فى مثل هذه المهاترات، إنها مضيعة للوقت والجهد، ونحن فى أشد الحاجة إليهما، لبناء وطن بعد ثورة لالبناء عصبة جديدة.