أخبار عاجلة

تسع سنوات على رحيل (الامبراطور) ، لكنه لا يزال في قلوبنا

انه الصقر الذي حلق في سماء الفن قرابة 36 سنة  من عمره ،  فمنذ ظهوره لاول مرة للجمهور أثناء دراسته بالمعهد في مسرحية (هاللو شلبي) بدور راضي عندما قلد الفنان / محمود المليجي واعجب الجمهور به حتى وصل الى مرحلة المرض في اخر ايامه كما حدث مع العندليب / عبد الحليم حافظ فقرر ان يكون هما الاثنان سويا في فراش المرض على شاشة السينما وقام بتجسيد دوره في فيلمه الاخير (حليم ) انه النمر الاسود الامبراطور / احمد زكي

في الذكرى التاسعة لوفاة عملاق التمثيل / احمد زكي الذي توفي في مستشفى (دار الفؤاد) مدينة 6 أكتوبربالجيزة يوم 27 مارس 2005 إثر صراع طويل للغاية مع مرض سرطان الرئة نتيجة كثرة السجائر التي كان يدخنها، وعولج على نفقة الحكومة المصرية ، نريد ان نحلق فوق سيرته الذاتية لكي لا ننسى ما قدمه لنا طوال تاريخه الفني من أعماله ، فقد شارك في قرابة 85 عمل فني تنوع بين السينما والتلفزيون والمسرح ، فاول  فيلم شارك فيه فيلم (ولدي) بطولة فريد شوقي 1972 ، وشارك في حوالي 14 مسلسل كان اولهم  مسلسل (اللسان المر) بطولة زوزونبيل 1976 ومنهم 5 من بطولته اهمها : (حكايات هو وهي) و(الايام)  عندما جسد دور عميد الادب العربي / طه حسين بالاضافة الى حوالي 5 مسرحيات اهمها : (العيال كبرت) في دور كمال رمضان السكري و(مدرسة المشاغبين) بدور احمد .

أحمد زكي هو من ألمع النجوم التي ظهرت في تاريخ السينما المصرية اسمه بالكامل : أحمد زكي متولي عبد الرحمن بدوي ، مولود في مدينة الزقازيق، هو الابن الوحيد لأبيه الذي توفى بعد ولادته، تزوجت أمه بعد وفاة زوجها، فرباه جده، حصل على الإعدادية ثم دخل المدرسة الصناعية ، حيث شجعه ناظر المدرسة الذي كان يحب المسرح، وفى حفل المدرسة تمت دعوة مجموعة من الفنانين من القاهرة، وقابلوه، ونصحوه بالالتحاق بمعهد الفنون المسرحية، وبالفعل التحق به ، وتخرج منه عام 1973، وكان الأول على دفعته

زكي ابن الزقازيق محافظة الشرقية ، وأهل هذه المحافظة مشهورون بالكرم، حتى قيل عنهم بأنهم عزموا القطار. فهو يذوب رقة وخجلاً ، فهو فتى نقي بريء. لدرجة انه كان يعزم كل من كان يزوره في الفندق الذي كان يقيم به باستمرار حتى توفى وهو لا يمتلك شيئا يذكر كما غيره من نجوم الصف الاول

طريق صعب، ومليء بالإحباطات والنجاحات ، حتى وصل زكي إلى ما وصل إليه من شهرة واحترام جماهيري منقطع النظير، جعله يتربع على قمة النجومية. فقد تعامل زكي مع أبرز مخرجى السينما المصرية وبالتحديد مخرجي الواقعية الجديدة  أمثال : عاطف الطيب في (البريء) و(الهروب)، ومحمد خان في “موعد على العشاء” و “العوامة” و (أيام السادات) ، وداوود عبد السيد في “أرض الخوف”، وقد اختاره يوسف شاهين لفيلم (إسكندرية… ليه؟ ) ، وشريف عرفة في (إضحك الصورة تطلع حلوة ) في دور مصور الفوتوغرافيا / سيد غريب و(حليم) ، وتعامل أيضا مع ايناس الدغيدى في (امراة واحدة لاتكفى) . فتميز ادائه التمثيلي بالواقعية والصدق في التناول ، فقد كان يقول : ازاي تقدر تحافظ على نجاحك طول ما انت عايش ، فالنجاح يعني الاستمرار ، والوصول لمكانة عالية تستطيع المحافظة عليها حتى بعد الوفاة ، فكان يتبع منهج المخرج الروسي الكبير / ستانسلافسكي والذي  يتألف وفق الخطة التي وضعها نفسه لمؤلفاته في قسمين : القسم الأول ويتألف من جزئين بعنوان ( عمل الممثل مع نفسه ) و هما : 1- إعداد الممثل في المعاناة الإبداعية ( الداخلية ). 2- في المعايشة و التجسيد ( الخارج ). فهو مخترع كلمة واقعية ، فراح يركز على القواعد النفسية لتطور الشخصية التي يرغب الممثل في ادائها وبالتطبيق على احمد زكي نجد انه اصبح قادرا على التقمص وفق هذا المنهج ، فقد تلاعب اكثر من مرة بفرق العمل التي مثل معها ففي فيلم (البرئ) ترك المكان وقبل التصوير رأى المخرج / عاطف الطيب شخص يمشي من بعيد بجانب الترعة فكان يرغب في ان يقلد زكي هذا الشخص في مشيته واستكانته وعندما اقترب منه اتضح انه زكي بالفعل ، وفي فيلم (البيه البواب) قبل ان يصل عمال الفيلم للعمارة المراد التصوير بها كان يجلس زكي اما العمارة مرتديا ملابس الشخصية وسأله العمال عن الدور الذي يتم فيه التصوير فصعد معهم وعندما خلع ملابس الشخصية اكتشفوا انه زكي ، اما عن التقليد فقد قام بتجسيد اهم 3 شخصيات في تاريخ مصر وهم : الزعيم / جمال عبد الناصر في (ناصر 56) والقائد/ انور السادات في (أيام السادات) ، ومحبوب الجماهير العندليب الاسمر /عبد الحليم حافظ في فيلم (حليم) ، كل هؤلاء جسدهم ببراعة تامة فكان يعيش الشخصية حتى في حياته العادية من حديث ومقاطع كلام وحركة الايدي والمشية والنظرة وحركة الفم والنطق لكي يخرج لنا على الشاشة الفضية وكأنه هو بالفعل الشخصية ، فسر خلطته يكمن في الكيفية التي كان ينسلخ فيها تحت الشخصية التي يؤديها

وعن دور المرأة في حياته ، فبالفعل امرأة واحد لا تكفي ، فكان هناك اربعة سيدات اثروا في حياته وهم : (هالة فؤاد) والتي تزوج منها وانجبا ابنهما الوحيد الفنان / هيثم احمد زكى الذي شارك مع والده وجسّد شخصية عبد الحليم الشاب في فيلم (حليم) لكنهما انفصلا بعد زواجهما بفترة قصيرة وتوفيت بعد ذلك نتيجة مرضها بسرطان الثدي ، ونجلاء فتحي فمن افلامها معه (أحلام هند وكاميليا) ، وسعاد حسني والتي عملا معا في (شفيقة ومتولي) في دور متولي وكان اول بطولة له و(موعد على العشاء) ومسلسل (حكايات هو وهي) واخر افلام السندريلا كانت معه : الدرجة الثالثة والراعي والنساء ، و شيرين سيف النصر والتي مثل معها (سواق الهانم ) في دور حسن السواق ،واخيرا الصديقة الصدوقة له / رغدة والتي من افلامها معه (استاكوزا)

، اما عن حب المعجبات فوصل لدرجة ذهاب احدى معجباته الى المستشفى لكي تتبرع برئة له لكي يحيا 

فمن اقوال زكي : عندما كنت طالباً في مدرسة الزقازيق الثانوية، كنت منطويا جداً لكن الأشياء تنطبع في ذهني بطريقة عجيبة : تصرفات الناس، ابتساماتهم، سكوتهم. من ركني المنزوي، كنت أراقب العالم وتراكمت في داخلي الأحاسيس وشعرت بحاجة لكي أصرخ، لكي أخرج ما في داخلي. وكان التمثيل هو المنفذ، ففي داخلي دوامات من القلق لا تزال تلاحقني، فأصبح التمثيل بيتي. رأيت الناس تهتم بي وتحيطني بالحب، فقررت أن هذا هو مجالي الطبيعي . وما على الممثل سوى ملاحظة الحياة التي من حوله حتى يفهم أن عليه أن يجتهد ويجتهد كثيراً في سبيل فهم هذه الحال.

وقد حصل زكي على العديد من الجوائز منها :

1.جائزة عن فيلم “طائر علي الطريق” في مهرجان القاهرة عن دور فارس 1981

2.جائزة عن فيلم “عيون لا تنام” من جمعية الفيلم عن دور اسماعيل 1982

3.جائزة عن فيلم “امرأة واحدة لا تكفي” من مهرجان الإسكندرية عام 1989.

4.جائزة عن فيلم “كابوريا” من مهرجان القاهرة السينمائي عام 1990.

5.وفي الاحتفال بمئوية السينما العالمية عام 1996 اختار السينمائيون ستة أفلام قام ببطولتها أو شارك فيها الفنان أحمد زكي، وذلك ضمن قائمة أفضل مئة فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي (زوجة رجل مهم)  في دور ضابط امن الدولة هشام بيه ، و (البريء) في دور احمد سبع الليل ، (أحلام هند وكاميليا) ، (الحب فوق هضبة الهرم) مع اثار الحكيم ، (إسكندرية ليه؟) و ( أبناء الصمت ) من اخراج / محمد راضي .

ان احمد زكي لم يمت ، لانه باق باعماله التي لاتموت

يذكر ان من اهم افلام زكي : (الباطنية) مع ملك الترسو فريد شوقي في دور سفروت ، (أنا لا أكذب ولكنى أتجمل) مع صلاح ذو الفقار في دور ابراهيم صالح ، (العوامة رقم 70 )في دور احمد الشاذلي ، (الليلة الموعودة ) مع كريمة مختار في دور فتحي ، (الراقصة والطبال)  ، (النمر الأسود) مع احمد مظهر في دور محمد حسن المصري ، (سعد اليتيم ) مع  فريد شوقي ومحمود مرسى في دور سعد ، (شادر السمك ) ، (أربعة في مهمة رسمية )  ، (البيضة والحجر) في دور الدجال مستطاع التعظي ، (الإمبراطور)  ، (الهروب) في دور منتصر عبد الغفور ، (ضد الحكومة) في دور مصطفى خلف المحامي ، (مستر كاراتيه) ، (الرجل الثالث) ، (أرض الخوف) في دور ادم ويحيى ابو دبورة ، (معالي الوزير) 

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *